توافد آلاف المحتجين المناهضين للحكومة البحرينية إلى دوار اللؤلؤة بوسط العاصمة المنامة يوم السبت، وذلك بعد يومين من فض الشرطة لاعتصام هناك بالقوة. وأفادت تقارير بأن قوات الشرطة، التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع في تفريق المحتجين في وقت سابق اليوم على الدوار، قد انسحبت فجأة من الميدان. وهاجمت الشرطة المحتجين بعد انسحاب قوات الجيش من الدوار بناء على قرار من ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد، الذي قال إن قوات الشرطة ستستمر في حفظ القانون والنظام في المنامة. وذكرت تقارير ان حوالى 60 شخصا اصيبوا بجراح من قصف الشرطة قبل انسحابها. ويقول المراسلون ان ترك الميدان للمتظاهرين ربما جاء استجابة لدعوة الرئيس الامريكي باراك اوباما الى ضبط النفس. الى ذلك، افادت الانباء ان مستشار الامن القومي الامريكي توم دونيلون اجرى مكالمة هاتفية مع ولي العهد البحريني "كرر فيها ادانة الرئيس اوباما للعنف الذي استخدم ضد المتظاهرين المسالمين، وعبر عن دعم الولاياتالمتحدة للجهود التي يبذلها ولي العهد لضبط النفس واطلاق حوار." في الوقت نفسه يجري ولي عهد البحرين محادثات اولية مع احزاب المعارضة، التي تضم احزاب المعارضة الشيعية الرئيسية كما توقل مراسلة بي بي سي في المنامة كارولين هولي. وقال الامير سلمان، الذي يتولى قيادة الجيش الى جانب ولاية العهد، في كلمة له عبر التلفزيون السبت ان " الهدوء ضروري لجميع الاطراف لاتاحة الفرصة لهم لبلورة مواقفهم". وكان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ اتصل بولي العهد البحريني السبت مرحبا بسحب الجيش ومعربا في الوقت ذاته عن "قلق بريطانيا العميق" من استخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين، حسب قول مسؤولين بريطانيين. وقد صمد المتظاهرون في الميدان رغم محاولات الشرطة ابعادهم عن الدوار ثم ما لبثت ان غادرت المكان فيما قام المحتجون بنصب الخيام في اشارة الى نيتهم الاستمرار في اعتصامهم لمدة طويلة. ونقلت وكالة رويترز عن احدى المتظاهرات قولها " لا نهاب الموت بعد الان فليأت الجيش وليقتلنا لكي يرى العالم وحشيته". وكانت الدبابات والعربات المصفحة التابعة للجيش منتشرة منذ تفريق قوات الشرطة بالقوة لاعتصام في دوار اللؤلؤة بوقت متأخر مساء الخميس. وجاء قرار سحب قوات الجيش بعد ساعات من إعلان تجمع الوفاق الشيعي المعارض رفضه عرضا تقدم به الملك حمد بن خليفة آل ثاني بالحوار مع كافة الأطراف في البلاد لإنهاء الأزمة. واشترط التجمع، الذي انسحب من البرلمان حيث يشغل 18 من إجمالي 40 مقعدا، استقالة الحكومة وانسحاب الجيش من الشوارع قبل تلبية الدخول في أي حوار. وسقط عشرات الجرحى يوم الجمعة عندما أطلق الجيش النار على متظاهرين في المنامة. وفي تطور منفصل، دعا الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين إلى إضراب عام مفتوح اعتبارا من يوم الأحد 20 فبراير/ شباط حتى يتم سحب الجيش من الشوارع والسماح للمحتجين بالتظاهر السلمي دون التعامل معهم بعنف من قبل قوات الأمن. وأدان الاتحاد "عنف قوات الأمن" الذي أدى إلى "استشهاد البعض وإصابة آخرين".