ميونيخ، ألمانيا (CNN) -- تراجع مسؤول ألماني عن تصريحات كان قد أدلى بها السبت، حول محاولة اغتيال قيل إن عمر سليمان، نائب الرئيس المصري، كان قد تعرض لها قبل أيام، وذلك بعد أن أدلى بهذه المعلومات علناً في افتتاح مؤتمر الأمن العالمي المنعقد في مدينة ميونيخ. وقال مضيف المؤتمر، وولفغانغ آيشنجر: "لقد أدليت بهذه التصريحات بعدما كنت أظن أن التقارير حول محاولة الاغتيال كانت مؤكدة، ولكنها في الواقع لم تكن كذلك." وأضاف آيشنجر لCNN: "المعلومات التي تلقيتها في هذا الصدد كانت قائمة على مصادر غير موثوق بصحتها." وكان آيشنجر قد قال أمام الحاضرين في المؤتمر الذي ألقت الاضطرابات في مصر بظلالها عليه إن محاولة الاغتيال قد وقعت وأن عدة أشخاص لقوا مصرعهم خلالها. والغريب، أن وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، كان قد تطرقت بدورها إلى الأنباء حول هذه المحاولة، وقال إنها "تعكس تحديات إعادة الاستقرار في مصر." وتأتي هذه الأنباء المتضاربة بعد أسبوع من تأدية مدير المخابرات المصرية، اليمين الدستورية بوصفه أول نائب لرئيس الجمهورية في مصر منذ تولي مبارك السلطة عام 1981. وكان هذا المنصب قد شغر منذ تولى مبارك نفسه منصب رئيس الجمهورية إثر اغتيال الرئيس المصري السابق، أنور السادات، حيث كان يشغل المنصب ذاته. وتولى عمر سليمان، المولود عام 1936، منصب المدير العام للمخابرات المصرية منذ نحو 20 عاماً، وتحديداً منذ عام 1993، ويعتبر المحاور الرئيسي للأمريكيين، الذين التقوه أكثر مما التقوا بوزير الخارجية المصري. وتناولت العديد من الوثائق المسربة على موقع "ويكيليكس" اسم عمر سليمان بوصفه الرئيس الانتقالي المحتمل في حال "تنحى مبارك" لأي سبب من الأسباب. وجاء في الوثائق أن "إسهامات سليمان في عمله بإخلاص في مجال الأمن القومي المصري واضحة، كما أن إخلاصه للرئيس المصري كبير جداً ويعتبر من الرموز التي يستطيع مبارك أن يعتمد عليها إلى حد كبير." ومؤخراً تولى مسؤولية حوض النيل، خصوصاً بعد الأزمة في العلاقات مع دول الحوض، التي قررت إعادة صياغة اتفاقية تقاسم مياه النيل. وإسهامات سليمان في وعمله بإخلاص في مجال الأمن القومي المصري واضحة، كما أن إخلاصه لمبارك كبير جداً ويعتبر من الرموز التي يستطيع مبارك أن يعتمد عليها إلى حد كبير. ويتمتع سليمان بعلاقات متينة مع العديد من المؤسسات الأمنية في العالم، وكذلك له علاقات قوية مع الدول العربية، ويحظى بقبول عند رموز الحكم في الدول العربية. وارتبط اسمه كذلك في اللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين، إضافة إلى ارتباط اسمه بالمحادثات الفلسطينية الفلسطينية، حيث تولى ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس إثر سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.