تمكن فريق من الأطباء الصينيين في مستشفى "بكين الجامعي" في زرع أول فقرة مصنوعة بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد، في تجربة هي الأولى من نوعها عالميا. وأوضح الأطباء أنهم زرعوا الفقرة المطبوعة في رقبة طفل يبلغ من العمر 12 عاماً يعاني من مرض عضال في عموده الفقري، وقد استغرقت عملية الجراحية المعقّدة 5 ساعات، وجرى صنع الفقرة من التيتانيوم، على أن تكون بديلاً أكثر أماناً وقدرة على التحمل. وقالوا: بما أن الفقرة الاصطناعية الثلاثية الأبعاد مماثلة لفقرة الطفل الأصلية، فلن يكون بحاجة لأية مسامير أو غيرها من المواد من أجل تثبيتها، لذا يتوقع أن تكون عملية الشفاء أسرع. وتم بناء ثقوب صغيرة في الفقرة الاصطناعية بما يسمح للعظام الطبيعية أن تنمو في داخلها، وبالتالي ستصبح جزءا من العمود الفقري، وربما لن تحتاج لتعديلات لسنوات طويلة. وأورد التلفزيون الرسمي الصيني أن النتيجة النهائية لهذه العملية الجراحية لن تُعرف قبل مدة من الوقت، كما ينبغي على الطفل ارتداء جهاز خاص لتثبيت رأسه ورقبته طوال 3 أشهر. ويعتقد المختصون أنه من شأن نجاح هذه العملية إعطاء دفعة كبيرة لاستخدام الأعضاء المطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد التي يمكن أن تتحول في المستقبل إلى أداة معتمدة لإنقاذ المصابين بالعديد من الأمراض التي لا يوجد لها حلّ جذري حتى اليوم. وفي مارس الماضي، ولأول مرة في الطب، أعلن فريق من الجراحين الهولنديين من مستشفى المركز الطبي الجامعي في مدينة أوترخت شمالي هولندا تمكنه من إجراء أول عملية زراعة جمجمة طبعت بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد لمريضة تبلغ من العمر 22 عاماً. وكشف الأطباء أن العملية التي أجريت للشابة قبل ثلاثة أشهر استغرقت أكثر من 23 ساعة، وكانت المريضة تعاني آلاماً شديدة في الرأس بسبب سماكة جمجمتها وأدى ذلك أيضاً إلى فقدانها لبصرها تدريجياً. وقال طبيب الأعصاب بن فيرويج الذي شارك في العملية "المريضة كانت تعاني ضعفاً في التناسق الحركي نتيجة عدم استجابة الدماغ للوظائف اللازمة". ونجح المستشفى في طباعة الجمجمة بالتعاون مع شركة "اناتوميكس" الكندية للأجهزة الطبية المتخصصة في مجال التقنيات ثلاثية الأبعاد. وأضاف فيرويج: اعتدنا زراعة أجزاء من الجمجمة باستخدام مواد خزفية لكنها لا تتطابق مع حجم الجمجمة الحقيقي للإنسان، والآن وبفضل استخدام تكنولوجيا الطابعة الثلاثية الأبعاد تمكنا من تحقيق حلم زراعة جمجمة بالحجم الطبيعي نفسه، مما يمكن المريض من استعادة وظائف الدماغ بطريقة أسرع من عملية الزراعة التقليدية. وبعد مضي 3 أشهر من إجراء العملية الأولى من نوعها في العالم تخلصت الشابة من آلامها واستعادت بصرها.