تمكن فريق طبي بمدينة الملك فهد الطبية من إجراء عملية معقدة لمريض سعودي، لإعادة كسر وخلع بليغ للفقرة العنقية الأولى والثانية تحت قاع الجمجمة، باستخدام تقنية تثبيت الفقرة العنقية الأولى مع الثانية عن طريق مسمارين من خلال المفصلين مع التثبيت الخلفي ، وتعد هذه العملية من العمليات المعقدة والنادرة نظراً لمرور المسمارين بين الحبل الشوكي من جهة والشريان الفقاري من جهة أخرى باتجاه قاع الجمجمة. وقال الدكتور إبراهيم سني عسيري استشاري جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقري، رئيس قسم جراحة العظام ، رئيس الفريق الطبي ، إن المريض تعرض لحادث سير تسبب في إصابات بليغة بالدماغ وكسور متفرقة في الأطراف اليمنى، أدخل على إثرها العناية المركزة في أحد المستشفيات، مشيرا إلى أنه لم يتم معالجة الكسر الموجود في النتوء السني في الفقرة العنقية الثانية مع وجود خلع دوراني بين الفقرة العنقية الأولى والثانية تحت الجمجمة ، ووضع له مثبت خارجي للعنق . وأضاف: بعد استقرار صحته عرضت الحالة على العديد من المستشفيات الحكومية والخاصة في المملكة لعلاج كسر الفقرات العنقية من العمود الفقري ، إلا أن جميع المستشفيات أجمعت على صعوبة الحالة وحاجتها إلى فريق طبي ذي تخصص دقيق إضافة إلى الإمكانيات المصاحبة، وابلغ المريض أنه يمكن إجراء العملية في مدينة الملك فهد الطبية أو في أحد المراكز العالمية خارج المملكة واختار المريض إجراءها بمدينة الملك فهد الطبية . وأفاد عسيري أنه تم استقبال الحالة في مدينة الملك فهد الطبية وأجريت له الفحوصات الطبية اللازمة وتم تشكيل فريق طبي لهذه الحالة وبعد بحث كافة الخيارات الطبية والمضاعفات المحتملة لكل خيار تم اطلاع المريض وذويه على هذه الخيارات، وكان الخيار الأمثل إجراء العملية لأن ترك المريض بدون عملية قد يؤدي إلى الوفاة أو الشلل الكامل في حالة حدوث أي إصابة بسيطة أخرى أو سقوط على المنطقة المصابة. وزاد عسيري: بدأنا بعد موافقة المريض التحضير للعملية حيث وضع المريض في شد للجمجمة وذلك لتسهيل عملية إعادة الخلع مع الكسر إلى وضعهما الطبيعي خصوصاً أنه مر على الإصابة أكثر من ثمانية أشهر مما تسبب في وجود بعض التكلسات والتليفات في تلك المنطقة والتي تحتاج لتفكيك باستخدام الشد الرأسي، مع وجود ضغط على الحبل الشوكي وقلة المساحة المتاحة له ، وكذلك وجود شد على الشريان الفقاري المغذي للدماغ ،. وذكر استشاري جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقري، أن الفريق الطبي عمد إلى فتح المنطقة من خلف العنق وتم إعادة الكسر والخلع لوضعه الطبيعي من دون حدوث أي مضاعفات ، مؤكدا أن هامش الخطأ في هذه العملية لا يتجاوز 1-2 مليمتر، باستخدام جهاز الأشعة السينية الجراحية فقط والعلامات التشريحية ، وهذه التقنية تركز على المنطقة المصابة فقط ، وتجنب المريض تثبيت الجمجمة مع الفقرات العنقيه وبالتالي تحافظ على جزء كبير من الحركة بينهما. وأضاف عسيري : بدت الفقرتان في وضعهما الطبيعي بعد التثبيت ، وتم إزالة الضغط عن الحبل الشوكي بدون إزالة الجزء الخلفي لكلا الفقرتين ، ولم تحدث أي مضاعفات للمريض بعد العمليه ولله الحمد، مبينا أن المريض غادر المستشفى بعد فترة وجيزة من إجراء العملية وأنه يستطيع المشي باستخدام مثبت خارجي مؤقت لحين التئام العملية. وأبان الدكتور إبراهيم عسيري أنه تم حتى الآن إجراء ثلاث حالات باستخدام هذه التقنية في مدينة الملك فهد الطبية، إلا أن هذه الحالة كانت أصعبها على الإطلاق، معتبرا أن قسم جراحة العمود الفقري من الأقسام الرائدة في التخصص على مستوى المملكة والمنطقة ، نظرا لما يمتلكة من أحدث الأجهزه الطبية والأدوات المستخدمة في جراحة العمود الفقري في العالم.اضافة الى وجود فريق طبي ذو تخصصات دقيقة في جراحة العمود الفقري .