أظهرت دراسة ألمانية من أنّ مُوجة العداء للإسلام امتدت لتشمل مفكرين ورؤساء تحرير صحف في البلاد، مما أدّى بدوره إلى اعتبار الشعب الألماني أنّ الإسلام خطرٌ يهدد أمنه. وقال الباحث في العلوم السياسية وأستاذ الإعلام المقارن بجامعة إيرفورت بشرق ألمانيا، كاي حافظ: "إنّ الخطاب الإعلامي الراهن في ألمانيا عن الإسلام يدفع المشاهدين لربط الإسلام بقضايا سلبية، وإنّ صورة الإسلام بوصفه عدوًا ترتبط أكثر بالمراحل التي تشهد انتشارًا للإسلام السياسي". وأضاف في دراسة بعنوان "صورة الإسلام في الإعلام الألماني.. مجتمع الإعلام مجتمع المعرفة": "إنّ أزمة الرسوم الكاريكاتيرية، وما بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 جعلت رؤساء تحرير الصحف الكبرى يتبنون خطابًا ينتقد الإسلام، في محاولة لتثبيت الصورة الذهنية السلبية عن الإسلام وأغلب المسلمين". وأشار حافظ إلى تغير موقف الكثير من الصحفيين والكتاب الذين عُرفوا في السابق بدفاعهم عن قيم التسامح والتحرر إلى تبني مواقف يمينية متطرفة ضد الإسلام، حتى أنّ استطلاعات الرأي تؤكد أنّ الخوف من الإسلام ورفضه منتشر بين ما يقرب من ثلثي المجتمع الألماني". وفي نفس السياق أوضح الكاتب الألماني شتيفان فايدنر، أن ألمانيا مثل هولندا تكونت فيها حركة منظمة تقاوم الإسلام وتكنّ له العداء، وحققت نجاحًا واضحا في حشد وسائل الإعلام لأهدافها، حتى إن 50% من أفراد الشعب الألماني يعتبرون الإسلام وأغلب المسلمين خطرا يهدد أمنهم. وأضاف فايدنر في مقاله"جدل جديد حول الإسلام.. لماذا يتملق الإعلام الألماني الحركة المعادية للإسلام؟" أن الحركة المعادية للإسلام رغم ما تتسم به من ضعف سياسي، فإنها واصلت التنفيس عن سخطها من خلال وسائل الإعلام الجماهيرية. واعترف فايدنر بأن "الحركة المعادية للإسلام في ألمانيا خلقت مناخا يعطي لكل مجرم غاشم الانطباع بأنه محق فيما يقترف من عمليات إجرامية وأنه يتصرف باسم أغلبية المواطنين"، في إشارة إلى قيام متطرف يميني باغتيال المواطنة المصرية مروة الشربيني في قاعة محكمة في مدينة دريسدن. وكالات