يعيش مئات طلاب جامعة أم القرى هذه الأيام في حيرة من أمرهم، فهم أمام ثلاثة خيارات أحلاها مر: إما السكن خارج مكة؛ أو دفع مبالغ طائلة للبقاء بالقرب من جامعتهم، أو الإقامة المؤقتة في الأماكن العامة من حدائق ومسطحات خضراء وخلافه، والسبب إصرار ملاك العقارات والأبراج التي يسكنونها على إبعادهم لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، حيث تخصص غالبية الشقق والأبراج والفنادق في هذا الوقت لاستضافتهم. ويقول محمد شريف بأن المشكلة هذه تواجههم كل عام، حيث يوقع معهم أصحاب العقارات على عقود سنوية ويشترطون إخلاءها قبل شهر الحج بأسابيع، مؤكدا أن المشكلة في توفير سكن للأسبوعين الأخيرين من الدراسة، ويكون الطلاب في حيرة وعليهم إما دفع ثلاثة أضعاف المبالغ التي يدفعونها للسكن مؤقتا في إحدى الشقق المفروشة أو الانتقال إلى جدة أو الطائف وقطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى الجامعة. وأعتبر عبدالله القرشي أن سكان مكة الذي يدرسون في جامعتها لا يعانون كما هو حال المقيمين فيها من أجل الدراسة فقط، والعام الماضي أضطر مجموعة من الطلاب إلى السكن في الحدائق القريبة من الجامعة، وآخرين نصبوا خياما بين جدةومكة لعدم قدرتهم على دفع أي مبالغ إضافية لأصحاب العقارات، وفي ظل انخفاض المكافآت التي تدفعها الجامعة لهم ليس هناك خيار آخر. وطالب فهد الشهراني وهو شقيق أحد الدارسين في جامعة أم القرى الجامعة بإسكان الطلاب خلال هذه الفترة أو إعفاءهم من حضور المحاضرات وتعويض ذلك لهم بعد انتهاء الحج. من جهته، أكد عميد شئون الطلاب بجامعة أم القرى الدكتور عصام خان أن الجامعة اتفقت مع فندقين يتسعان لقرابة 800 طالب لإسكان طلبة الجامعة الذين اجبروا على الخروج من مساكنهم خلال موسم الحج بسعر 20 ريالا يوميا عن كل طالب، مؤكدا في الوقت ذاته أن السكن الجامعي الذي أنشئ في مقر الجامعة بالعابدية سيستفيد منه طلاب الجامعة مع بداية العام الدراسي القادم.