أجبر قرب موسم الحج كثيرا من مستأجري الشقق السكنية على ترك وحداتهم السكنية، والبحث عن بديل مؤقت، لأن بعض الملاك يؤجرونها على حملات الحج والعمرة بهدف زيادة الدخل، حيث يعد موسم الحج فرصة استثمار وتجارة لمعظم أبناء مكةالمكرمة، بما فيهم بعض الملاك الذين يتركون منازلهم إلى أماكن مؤقتة خارج مكة لجني أرباح الموسم، والاتجاه إلى خارج المنطقة حيث تبدأ بعض الأسر المكية من منتصف شهر ذي القعدة في إخلاء بيوتها استعدادا لتأجيرها للحجاج من الوافدين «الجماعات والأفراد والحملات ومؤسسات الطوافة»، ويتوجهون للسكن في غرف معدة لهم في سطح البيت أو الذهاب لزيارة أقاربهم في أحياء أخرى، أو السفر للطائف أو المدينةالمنورة أو جدة. وأنعش موسم الحج الحركة العقارية في عدة مواقع في مكةالمكرمة، مثل الشرائع والشوقية، ورفع أسعار الاستراحات بأطراف مكةالمكرمة لتبدأ من سبعة آلاف وتصل إلى 12 ألف ريال لفترة موسم الحج المقدرة ب 45 يوما فقط، ويقول المواطن مشعل غازي «أسكن في شقة سكنية في منطقة العزيزية ب 15 ألف ريال في السنة وفوجئت قبل أيام معدودة بصاحب المسكن يطلب مني إخلاء الشقة بحجة أنه تعاقد مع إحدى حملات الحج لإيجار المسكن بالكامل، الأمر الذي جعلني أعيش في حيرة من أمري، فإلى أين أذهب أنا وأطفالي؟»، ويضيف «وبعد عملية بحث مضنية استأجرت استراحة في ضاحية الشرائع خارج مكةالمكرمة، بسعر عشرة آلاف ريال خلال موسم الحج، الأمر الذي كلفني كثيرا من حيث نقل الأثاث والبحث عن موقع لوضعه فيه، إضافة إلى المدارس التي ستصبح بعيدة عن أولادي». أما سيف الجابري «طالب بجامعة أم القرى» فيشير إلى أنه قادم من مدينة الليث ويدرس بالجامعة، وأخلى الشقة السكنية لموسم الحج، واتفق مع مجموعة من الأصدقاء في الجامعة على استئجار استراحة لاستكمال ما تبقى من أشهر الدراسة «ثم العودة إلى ذوينا في المدن الأخرى» مطالبا المسؤولين في الجامعة بتوفير مبان سكنية للطلاب، حيث يشترط ملاك العقارات في عقد الإيجار إخلاء السكن خلال موسم الحج، وقال «معظم الطلبة المغتربين بجامعة أم القرى يتنقلون بين الاستراحات والأقارب في المدن المجاورة حتى انتهاء موسم الحج». وعن أبعاد تلك الظاهرة الجديدة قال رئيس لجنة العقاريين بالغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة منصور أبو رياش إن أهالي مكة كانوا يستضيفون الحجاج في منازلهم قديما، والآن وبعد التطور العمراني الذي تشهده مكةالمكرمة أصبحوا يعرضون مساكنهم للإيجار على بعض حملات الحج، ويجمع بعضهم أسرته في غرفة ويستفيد من الباقي، ويحقق دخلا يستفيد منه بقية السنة في ظل الظروف الصعبة، خاصة لذوي الدخل المحدود. وأشار رئيس لجنة الحج والعمرة بالغرفة التجارية والصناعية بمكة جميل القرشي إلى أن إشغال الفنادق والشقق المفروشة بالعاصمة المقدسة، يصل ذروته خلال موسم الحج، كما أن هناك ارتفاعا ملحوظا في الأسعار، بالمقارنة مع العام الماضي، لرغبة أصحاب الفنادق والشقق المفروشة في تعويض خسائرهم التي تكبدوها بفعل انخفاض أعداد المعتمرين .