شهدت زيارة الداعية السعودي الشيخ عائض القرني إلى «الجماهيرية الليبية» إقبالاً واسعاً من الشعب الليبي الذي ظلّ يتابع القرني عبر كتبه ومشاركاته الفضائية، عقداً من الزمان. إلا أن ذلك الإقبال كاد ينقلب إلى كارثة إنسانية عندما واجه الداعية سيلاً هائلاً من البشر في بنغازي، خشي معه على نفسه. ومع أن القرني نفى في اتصال هاتفي أن يكون تعرض لمحاولة اغتيال كما انتشر عبر رسائل ال«sms» في المملكة، إلا أنه أقرّ بأنه أثناء إلقائه لمحاضرة في مدينة بنغازي (وسط ليبيا) فوجئ بأفواج من الناس تتدافع وهي تريد أن تسلم عليه، قبل المحاضرة وبعدها، ما جعل رجال الأمن يصطفون لحمايته، ويحاولون إخراجه بسلام مرات عدة. وبعد فترة من الحصار تمكن الشيخ ومن معه من الخروج. وحول انتشار الإشاعة عن محاولة اغتياله، أكد القرني أن «الأمر واضح تماماً، إلا أن بعض الناس يتسرعون في تفسير بعض المواقف، فهم ربما سمعوا دوي التكبير، ورأوا الجموع مسرعة نحوي، فظنوا أنه تهديد أمني، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، فما رأيت من هذا الشعب الكريم إلا كل الحب والتقدير والاحترام». وأشار الداعية الذي كانت رحلته إلى ليبيا امتداداً لرحلات سابقة زار فيها اليمن والجزائر والسودان، إلى أنه استوقفه في الليبيين إقبالهم الشديد على الإسلام والاستقامة والصلاح، إلى جانب حضور المرأة الليبية على نحو ملفت في النشاط الإسلامي. معرباً عن سعادته بضم ليبيا نحو مليون حافظ للقرآن، وهي بذلك بحسبه تحقق رقماً قياسياً في عدد حفظة القرآن، إذا ما قورن العدد بحجم سكانها الذي لا يزيد عن ستة ملايين. وبيّن الأنشطة التي قام بها الداعية القرني الذي سيصل الرياض اليوم، إلقاؤه محاضرة عن التسامح وإشاعة روح المحبة والسلام بين المؤمنين في سجن ليبيا المركزي الذي يضم نحو 400 من الإسلاميين المنتمين للجماعة «المقاتلة»، الذين أعلنوا في مراجعات سابقة، تراجعهم عن العنف وحمل السلاح. وبدأت السلطات الليبية في إطلاق سراح بعضهم على دفعات. «الحياة»