أشارت صحيفة الشروق اليوم الجزائرية امس الزيارة التي قام بها الواعظ السعودي عائض القرني للجماهيرية الليبية كاد ينقلب إلى كارثة إنسانية عندما واجه سيلاً هائلاً من البشر في بنغازي، خشي معه على نفسه. ومع أن القرني نفى في اتصال هاتفي مع "الشروق" أن يكون تعرض لمحاولة اغتيال كما انتشر عبر رسائل ال"sms" في السعودية، إلا أنه أقر بأنه أثناء إلقائه لمحاضرة في مدينة بنغازي فوجئ بأفواج من الناس تتدافع وهي تريد أن تسلم عليه، قبل المحاضرة وبعدها، ما جعل رجال الأمني يصطفون لحمايته، ويحاولون إخراجه بسلام مرات عدة، وبعد فترة من الحصار تمكن الشيخ ومن معه من الخروج. وأشار القرني ، إلى أنه استوقفه في الليبيين إقبالهم الشديد على الإسلام والاستقامة والصلاح، إلى جانب حضور المرأة الليبية على نحو ملفت في النشاط الإسلامي، معرباً عن سعادته بضم ليبيا نحو مليون حافظ للقرآن، وهي بذلك بحسبه تحقق رقماً قياسياً في عدد حفظة القرآن، إذا ما قورن العدد بحجم سكانها الذي لا يزيد عن ستة ملايين. وبين الأنشطة التي قام بها الداعية القرني الذي سيصل الرياض اليوم، إلقاءه محاضرة عن التسامح وإشاعة روح المحبة والسلام بين المؤمنين في سجن ليبيا المركزي الذي يضم نحو 400 من الإسلاميين المنتمين للجماعة "المقاتلة"، الذين أعلنوا في مراجعات سابقة، تراجعهم عن العنف وحمل السلاح، وبدأت السلطات الليبية في إطلاق سراح بعضهم على دفعات. وأعرب القرني حسب ما نقلت عنه الصحف الليبية عن سعادته البالغة بمكانة الإسلام في ليبيا، وقال "أنا مسرور جدا من مجيئي إلى ليبيا وما كنت أتصور ما رأيته من اهتمام بالغ بكتاب الله، وهم يحملون مشروع المليون حافظ لكتاب الله، بالإضافة إلى الإقبال غير الطبيعي للمواطن الليبي على كل ما له علاقة بالوعي الديني، من دروس ومحاضرات وقيام، والملاحظ كذلك سعة ثقافة المواطن الليبي رجلا كان أم امرأة، وهو ما لاحظته من خلال النقاشات التي فتحت على هامش المحاضرات التي قدمتها". الجدير ذكره أن الواعظ القرني كان من اكبر المهيجين والمحرضين قبل ان يعود له شيء من الوعي في السنوات الأخيرة