بينما تزور بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية اليوم الخميس خمس مدن سورية بينها حماة التي تقع شمال حمص، وادلب قرب الحدود مع تركيا، ودرعا في الجنوب التي شهدت بداية الاحتجاجات في مارس اذار الماضي، قال ناشطون سوريون إن 29 شخصا على الاقل قتلوا برصاص قوات الأمن والجيش في مدن مختلفة بما فيها ريف العاصمة دمشق لخروجهم للقاء بعثة المراقبين. ولم يتسن التأكد من هذه المعلومات من مصادر حكومية أو مستقلة. ويقول مراسل بي بي سي في دمشق إن دعوات صدرت للتظاهر غدا تحت اسم "جمعة الزحف إلى ساحات الحرية.. من استطاع إليها سبيلا"، مضيفا انه يبدو ان وجود المراقبين قد زاد من حدة العنف بدل اخمادها. وكان المراقبون قد توزعوا على فرق قوام الواحد منها عشرة مراقبين وتوجهوا الى المدن الخمس التي تشهد صدامات مستمرة بين المحتجين وقوات الامن. وكان المراقبون قد تفقدوا يوم امس الاربعاء مدينة حمص التي تعتبر من بؤر العنف في سورية. وقد سببت التصريحات التي ادلى بها رئيس البعثة الفريق الاول السوداني مصطفى الدابي لغطا عندما قال إنه "لم يشهد ما يخيف" لدى تفقده مدينة حمص. وقال الدابي لاحقا إنه بحاجة الى المزيد من الوقت لتقييم الموقف في المدينة بشكل واف. وقد تجمهر المحتجون المناوؤن للحكومة السورية حول المراقبين في حمص مطالبين اياهم بتوفير الحماية لهم. ويقول المراسلون إنه من المرجح ان يواجه المراقبون مواقف مماثلة اليوم الخميس لدى زيارتهم مدن ادلب وحماة ودرعا. وكان المحتجون في حمص قد حاولوا في اليومين الماضيين الخروج في مظاهرات في مركز المدينة، ولكن قوات الامن كانت تفرقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. وقال احد الناشطين في حمص، ويدعى منهل ابو بكر، لبي بي سي إنه من المستحيل ان يتحدث الى المراقبين دون علم السلطات السورية. وقال منهل "لا يسعنا التواصل مع المراقبين، فهم مراقبون بشكل مستمر من قبل جلاوزة النظام والشبيحة، واذا شاهدوني اتكلم معهم سيطاردونني واذا امسكوا بي سيقتلونني لا محالة." وافادت التقارير الاخبارية بأن ادلب ودرعا ما زالتا تشهدان اعمال عنف، إذ قام مسلحون بالطلاق النار على رتل عسكري في درعا يوم الثلاثاء مما اسفر عن مقتل اربعة عسكريين سوريين. ويقول جيم ميور مراسل بي بي سي في لبنان إن المراقبين يتعرضون لانتقادات لاذعة من جانب الناشطين المعارضين بسبب امتناعهم عن البوح عما يشاهدونه ولاعتمادهم على النظام في مجالي النقل والامن. ويقول مراسلنا إن جامعة الدول العربية تتعرض بدورها لضغوط قوية لدفعها الى الخروج بنتائج حاسمة. ويقول ناشطون إن اربعين شخصا تقريبا قتلوا خلال اليومين الاولين من مباشرة المراقبين مهامهم. ولكن الفريق الدابي دافع عن البعثة التي يترأسها قائلا إنها ما زالت في بداياتها. من جانبها، حثت الولاياتالمتحدة الناشطين منح الدابي وبعثته فرصة لاثبات كفاءتهم. وقال مارك تونر الناطق باسم وزارة الخارجية بواشنطن بهذا الصدد "علينا اتاحة الفرصة للبعثة للقيام بعملها واصدار توصياتها." يذكر ان بعثة المراقبين العرب تتألف الآن من 66 مراقبا، ومن المتوقع ان يرتفع العدد الى ما بين 200 و300، ومهمتها تلخص في تقييم التزام النظام السوري بمبادرة الجامعة العربية الاي تنص على سحب كل القوات من المناطق التي تشهد صدامات مع المحتجين. وكانت دمشق قد تعهدت بالسماح للمراقبين بحرية الحركة الكاملة. وكانت السلطات السورية قد اطلقت يوم امس الاربعاء سراح 755 شخصا كانوا قد اعتقلوا اثناء الاحتجاجات التي اندلعت في مارس / آذار الماضي، "لم تتلطخ اياديهم بالدماء" حسب تعبير التلفزيون السوري الذي اذاع الخبر.