أكدت جامعة الدول العربية إن بعثة مراقبيها الموجودة في سورية تعرضت الخميس لإطلاق نار إلا أنها لم تحدد مصدره. وقال رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل البعثة عدنان الخضير إن البعثة تواصل عملها في المناطق السورية برئاسة الفريق أول محمد أحمد الدابي وتوافي الجامعة العربية بتقاريرها بشكل دوري، وإنها تحركت الخميس إلى عدد آخر من المحافظات السورية وهي درعا وإدلب وريف دمشق، إضافة إلى حمص التي تم زيارتها. وأضاف للصحافيين أنه تم بالفعل التعرض لإطلاق النار لكن البعثة لم تحدد بعد من أي جهة لأنه تم بشكل متبادل ويتم التحقق بشأنه. وقال إن الجامعة زودت البعثة بكل وسائل الرصد والتوثيق من حيث كاميرات التصوير الفوتوغرافي والفيديو ووسائل الاتصال والتنقل، حيث زودت قطر البعثة ب10 سيارات عسكرية وزود العراق أيضًا البعثة ب10 سيارات ووعد بالإسهام ب10 سيارة أخرى قريبًا، إضافة إلى5 سيارات من كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي ستقدمها للبعثة في وقت لاحق. و أفادت لجانُ التنسيق المحلية، بأن 37 شخصًا سقطوا برصاص قوات الأمن السورية، خلال مظاهرات الخميس، وأوضحت أن عددًا كبيرًا من القتلى سقطوا في ريف دمشق، حيث أطلق الأمنُ النار على تظاهرةٍ كانت تنتظر وصول المراقبين العرب، فيما دخل إضراب الكرامة مرحلته الثانية، الخميس، وهي مرحلة العصيان المدني. وفي السياق ذاته، أعلن رئيس بعثة المراقبين العرب أن مراقبي الجامعة العربية سينتشرون، في محيط عدة مدن منها، درعا وإدلب وحماة. وشهدت مناطق مختلفة من درعا وإدلب وريف دمشق إضراباً عاماً، الخميس، تزامناً مع وصول أعضاء من اللجنة العربية إلى هذه المدن، وفي حمص قال ناشطون إن الأمن طوّق حي الخالدية تمهيداً لاقتحامه، مع أنباء عن إصابات برصاص القناصة. وصول مراقبين جُدد وفي كفر بطنا، دخلت حافلات الأمن إلى المنطقة لكسر الإضراب، وقامت بتخريب المحال التجارية المغلقة. وفي درعا حاصر الأمنُ المتظاهرين داخل المعهد التجاري، في حي السبيل، فيما قالت لجانُ تنسيق الثورة إن قواتٍ من الأمن قتلت، الأربعاء، طالباً بكلية الطب بتهمة مساعدة الجرحى. وأعلن رئيسُ بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية، محمد مصطفى الدابي، أن المراقبين سينتشرون في درعا وإدلب وحماة، وفي محيط يتراوح بين 50 و80 كيلومتراً. وأشار إلى وصول 16 مراقباً إضافياً، سينضمون إلى 50 آخرين سبقوهم، مؤكداً أنه سيتم العمل مع الجامعة العربية لدفع المجموعات الأخرى من المراقبين خطوة خطوة لتغطية كل سورية. وكان الدابي قد طالب أهالي حمص والنشطاء بإمهاله، مزيداً من الوقت، لافتاً إلى أن 20 من فريقه سيستمرون في العمل لوقتٍ طويلٍ في حمص. وتقول الجامعة العربية إن البعثة بحاجة لنحو أسبوع لتحديد ما إذا كان الأسد ملتزماً بتعهده بسحب دباباته وقواته، وإطلاق سراح السجناء، وبدء حوار مع المعارضة. ويبلغ العدد الإجمالي لفريق المراقبين 150 مراقباً، ومن المقرر أن يصل معظمُهم في نهاية الأسبوع. ومن جانبه، قال رئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون، إن الأمور ستبدو أكثر وضوحاً بالنسبة للبعثة العربية إلى سورية، خلال الأيام المقبلة، مشددًا على أهمية متابعة ملف المعتقلين، مبدياً تخوفه من أن يلجأ النظام السوري إلى تصفية المعتقلين لإخفاء حقيقة اعتقالهم. وأضاف غليون، خلال لقاء جمعَهُ مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، في القاهرة، أن هدف البعثة ليس مجرد المراقبة، ولكن التأكد من تطبيق بنود الاتفاق العربي. قام وفدُ المراقبين العرب في سورية، بالتوجه إلى ثلاث مدن جديدة، من أجل أن يبحثوا ما إذا كان الجيش السوري توقف عن ممارسة العنف والقمع ضد المتظاهرين، بعد أن وعد النظام السوري بوقف العنف. وتجمهر العديدُ من السوريين حول وفد المراقبين. ومن المقرر أن يقومَ وفدُ المراقبين العرب بزيارة مدن حماة ودرعا وإدلب، بعد أن أنهى زيارته لمدينة حمص، التي شهدت أعلى موجات من العنف، والتي قال رئيس الوفد العربي السوداني عنها إنه لم يرْ هُنَاكَ أيَ مشاهدٍ مرعبةٍ على الإطلاق. ويقول ناشطون في المعارضة، إن حمص شَهِدَت أكبر قدرٍ من العنف، منذ أن بدأت الثورة السورية، قبل تسعة أشهر، حيث كانت دبابات الجيش السوري تُطلِق قذائفها بشكلٍ مستمر عليها، وقُتِلَ حواليّ 40 شخصًا، بسبب ذلك، قَبلَ وصولِ المراقبين بيومٍ واحدٍ إليها. وتُعتبرُ مهمة وفدِ المراقبين العرب، هو أول تدخل دولي في سورية، منذ قيام الثورة السورية، والتي قُتِلَ فيها حوالي 5 آلاف شخص، وهي التظاهرات التي ترغب في خلع نظام الحكم، الذي سيطر على سورية، لمدة 41 عامًا من خلال عائلة الأسد (حافظ ثم ولده بشار). وقال أبو هاشم الناشط المعارض في حماة، إن الشعب السوري يتمنى أن يصل إلى المراقبين العرب، حيث أنهم توقفوا عن تصديق أي شيء، ولن ينجيهم من الجحيم الحالي إلا الله، مشيرًا إلى أن سكان مدينة حماة حاولوا الوصول إلى فريق المراقبين في الشوارع، ولكنهم لم يتمكنوا، لأن الحراسة عليهم كانت مشددة. وتُعتَبَر مدينة حماة من بين المدن الأكثر معارضة لنظام الأسد حيث أنه في العام 1982، قام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، بقتل حوالي 30 ألف شخص هناك، لكي يمنع نشوب ثورة إسلامية بها. وقال مصدرٌ في جامعة الدول العربية بالقاهرة، إن الاتصال بالمراقبين كان صعبًا، لكنهم يؤدون مهامهم حسب الجدول الزمني المحددِ لهُم.