استبعد خبير اقتصادي متخصص بقطاع النفط والطاقة تأثير إيقاف إنتاج مصفاة عدن اليمنية والحظر الدولي على سوريا على زيادة إنتاج النفط السعودي . وأشار أن عودة ليبيا للإنتاج سيكون تأثيرها محدودا على إنتاج السعودية في المدى القريب ولكن في المدى المتوسط مع استمرار ليبيا في رفع إنتاجها سيكون تأثيرها نسبيا نتيجة ارتفاع الطلب العالمي على النفط. وأوضح أن إيران تنتج الآن ما يقارب 3.6 ملايين برميل يوميا ولن يكون لذلك تأثير على زيادة إنتاج السعودية في حالة فرض حصار على صادرات النفط الإيراني التي تتجاوز مليوني برميل يوميا. وقال الدكتور فهد بن جمعة عضو جمعية اقتصاديات الطاقة الدولية في حديثه ل " الرياض " إن توقف إنتاج مصفاة عدن قبل عدة أيام بعد نفاد إمدادات الخام بسبب الهجوم على أحد خطوط الأنابيب لن يؤدي إلى رفع إنتاج السعودية برغم أن المصفاة تعاني من نقص الخام منذ التفجير الذي تعرضت له قبل شهر لخط أنابيب ينقل النفط من حقول مأرب شرقي العاصمة صنعاء في وسط اليمن إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر . وأضاف قائلاً : يبلغ حجم إنتاج المصفاة 150 ألف برميل يوميا وانخفض إنتاجها حاليا إلى حوالي 40 ألف برميل يوميا لكي تستمر المنشأة في العمل. ولكن هناك أخبار تؤكد ان سبب التوقف يعود لنفاد الإمدادات. و قد عادت المصفاة للعمل في يوليو بعد أن قدمت السعودية ثلاثة ملايين برميل من النفط منحة إلى اليمن. وأبان بنفس السياق إن اليمن والتي كانت تنتج قبل تفجر الثورة الشعبية نحو 290 ألف برميل يوميا تعتمد الموازنة العمومية فيها بنحو 75% منها على إيرادات المبيعات النفطية. وأما عن تأثير الحصار الاقتصادي على سوريا ودوره في رفع إنتاج السعودية قال ابن جمعة إن ذلك أمر مستبعد كون سوريا تنتج 387,25 ألف برميل يوميا في 2011 وتراجع بفعل الأحداث إلى 100 ألف برميل يوميا بسبب العقوبات الدولية . وتُقدَّرصادرات سوريا ب 148,000 برميل يومياً وتبلغ طاقة مصافيها الانتاجيه 240 ألف برميل يوميا وتصدر فقط من النفط 120 ألف برميل يومياً. وقد خفضت الإنتاج بحوالي 30 بالمائة بسبب معاناتها من أزمة الوقود. كما أكد أيضا انه في حالة فرض حصار على صادرات النفط الايرانيه التي تتجاوز مليوني برميل يوميا.وتنتج الآن ما يقارب 3.6 ملايين برميل يوميا فلن يكون لذلك تأثير على زيادة إنتاج السعودية . وأضاف أما من حيث ليبيا والتي تنتج الآن ما يقارب 350 ألف برميل يوميا من 1.6 مليون برميل يوميا ومن المتوقع له أن يصل إلى 500 ألف برميل يوميا في غضون أشهر قليلة سيكون تأثيرذلك محدودا على إنتاج السعودية في المدى القريب بحسب ابن جمعة ولكن في المدى المتوسط مع استمرار ليبيا في رفع إنتاجها سيكون تأثيره نسبيا نتيجة ارتفاع الطلب العالمي على النفط. وحول ما توقعته وكالة الطاقة الدولية بارتفاع أسعار النفط إلى 150 دولاراً للبرميل قال ابن جمعة إن ذلك يتحقق في حالة أصبحت استثمارات الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اقل من 100 مليار دولار سنويا خلال الأربع سنوات القادمة بين عامي 2011 و 2015 , وهذا يعكس انخفاض الطاقات الانتاجية، وبالتالي نقص إجمالي الإمدادات مقابل الارتفاع في الطلب العالمي المتوقع له أن يصل إلى 92.9 مليون برميل يوميا في 2015 حسب تقرير الأوبك. وأكد ابن جمعة بأن أسعار النفط لن تستقر في المستقبل بل سترتفع بناءً على عوامل السوق الاساسية من عرض وطلب التي يدعمها معدل نمو الاقتصاد العالمي وخروجه من آثار أزمات الديون الحالية. وقال : لكن في بعض الأحيان تقفز الأسعار تبعاً لما يجري من أحداث سياسية في البلدان المنتجة للنفط أو التي تمس طرق الإمدادات.