مصافي عديدة حول العالم ستقفل ابوابها بسبب تراجع الهوامش الربحية، والعالم سيحتاج إلى 110 مليون برميل يومياً بحلول العام 2035 بالرغم من الانتاج العالمي في عام 2011 لا يزال تحت 90 مليون برميل يومياً. كل هذه التحديات المستقبلية ناقشتها منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في تقريرها السنوي لآفاق النفط العالمية والذي صدر يوم 8 نوفمبر والذي استعرضت فيه نظرتها لعالم الطاقة حتى عام 2035 وهي المرة الاولى التي تناقش فيها المنظمة مستقبل الطاقة حتى ذلك العام إذ كانت كل تقاريرها السابقة تستعرض نظرتها حتى عام 2030. ورفعت أوبك في تقريرها لآفاق النفط العالمية في 2011 تقديراتها للإمدادات قائلة ان حجم الانتاج غير المستغل من النفط الذي تحتفظ به الدول الأعضاء في احتياطياتها تحسبا لأي صدمات في الامدادات سيتضاعف الى مثليه بحلول عام 2015. وتتوقع أوبك أن ترتفع طاقتها الفائضة الى مثلي هذا المستوى وتصل الى ثمانية ملايين برميل يوميا في الامد المتوسط حتى عام 2015 مع تعافي الانتاج الليبي ونتيجة لاستثمارات الدول الاعضاء في المنظمة لزيادة الانتاج. وقال التقرير ان الدول الاعضاء عرضت تفاصيل 132 مشروعا تخطط لتنفيذها بين 2011 و2015 باستثمارات تقترب من 300 مليار دولار في تلك الفترة اذا تم تنفيذ جميع المشروعات. وقالت أوبك في تقريرها السنوي لآفاق النفط العالمية ان من المرجح أن يؤدي بناء مصاف جديدة الى نمو الفائض في طاقتها الانتاجية الى نحو عشرة ملايين برميل يوميا بحلول عام 2015 مما يزيد الضغط على هوامش الارباح ويدفع الشركات الى إغلاق مصاف قديمة. واستبعدت المنظمة في الوقت ذاته حدوث تحسن كبير في ربحية شركات التكرير في أوروبا والولاياتالمتحدة على مدى الأعوام القليلة القادمة مع زيادة الطاقة الفائضة على مستوى العالم. وأضافت أنه على المدى البعيد هناك حاجة لزيادة طاقة التكرير العالمية أكثر من 17 مليون برميل يوميا على مدى 25 عاما لتلبية الطلب المتنامي في اسيا واقتصادات أخرى ناشئة. ويبدو أن انظار العالم ستتجه إلى المصافي في الاقتصادات الناشئة وإلى دول أوبك في السنوات القادمة حيث تتوقع أوبك استمرار الضغوط لترشيد الطاقة الانتاجية للمصافي وبصفة خاصة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والتي تنتمي لها غالبية البلدان المتقدمة، على الامد المتوسط مع وجود أكبر طاقة فائضة في الولاياتالمتحدة وأوروبا حيث تم حتى الآن إغلاق مصاف قليلة فقط بطاقة اجمالية نحو 500 ألف برميل يوميا. وقالت أوبك ان الشركات النفطية الاوروبية والامريكية تتجه الى خفض عمليات التكرير في محاولة للحفاظ على الارباح. وتفسر هذه النظرة لأوبك ما يجري حالياً في النصف الشرقي من الارض حيث تبحث الشركات الوطنية المنتجة للنفط مثل شركة ارامكو السعودية وشركة البترول الكوينية عن دول آسيوية تبني فيها مصاف جديدة، في الوقت الذي تراجعت فيه شركات النفط الامريكية عن الدخول في شركات جديدة لبناء مصافي وهو ما يبرر انسحاب شركة كونوكوفيليبس من مصفاة ينبع في عام 2010. ووفقا لتقرير المنظمة من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط الى 92.9 مليون برميل يوميا بحلول عام 2015 بزيادة 1.9 مليون برميل يوميا عن توقعات العام السابق. وبلغ متوسط الطلب الفعلي على النفط 86.8 مليون برميل يوميا في 2010. لكن التقرير أشار الى مجموعة من التحديات أمام الاقتصاد العالمي من بينها تضاؤل التحفيز النقدية وأزمة ديون منطقة اليورو وعلامات على أن دولا ناشئة من المتوقع أن تقود الطلب على النفط ليست بمأمن من الاوضاع الاقتصادية المتردية. ويغطي تقرير أوبك الفترة حتى عام 2035 ويتوقع أن يصل الطلب العالمي على النفط في ذلك الحين الى نحو 110 ملايين برميل يوميا. وتوقف التقرير العام الماضي عند عام 2030 حينما توقع أن يصل الطلب الى 106 ملايين برميل يوميا. ويتوقع التقرير سعرا للنفط بين 85 و95 دولارا للبرميل هذا العقد ارتفاعا من توقعات ما بين 75 و85 دولارا العام الماضي وأقل من أعلى مستوى أثناء الجلسة حققه خام برنت متجاوزا 116 دولارا للبرميل يوم الثلاثاء. وبلغ النفط أعلى مستوياته في 2011 حينما بلغ 127 دولارا للبرميل في أبريل نيسان مع توقف انتاج ليبيا بسبب الحرب هناك. وقالت أوبك ان المضاربين – الذين تلقي عليهم اللوم غالبا في التأثير على السوق – ضخموا تأثير تحركات الاسعار في وقت سابق هذا العام. وزادت السعودية وحلفاؤها الخليجيون من أعضاء أوبك الانتاج بشكل منفرد بعد أن أخفقوا في اقناع الاعضاء الآخرين في اجتماع المنظمة الماضي في يونيو بالموافقة على زيادة منسقة في الانتاج لتعويض توقف انتاج النفط الليبي. وقال التقرير انه نتيجة لذلك تراجعت طاقة الانتاج غير المستغلة لدى أوبك الى نحو أربعة ملايين برميل يوميا لفترة من هذا العام. السعودية | الطاقة | النفط | اوبك | مصافي