صدرت المملكة ما يقارب 467 مليون برميل تقريبا من النفط خلال الشهرين الماضيين من 2012 بقيمة 187.2 مليار ريال. في حين بلغ الاستهلاك المحلي في شهر يناير وفبراير 2012 ما يقارب 144 مليون برميل وبنسبة 24% من إجمالي الإنتاج في نفس الفترة. وأكد مختصون باقتصاديات الطاقة والاقتصاد الإقليمي ل "الرياض" أن الأحداث السياسية والاقتصادية أثرت وغيرت التنبؤات باتجاه أسعار النفط خلال 2012, مشيرين الى أن تحسن الاقتصاد الأمريكي وكذلك معالجة الديون اليونانية له تأثير إيجابي على أداء الاقتصاد العالمي. وقال المستشار الاقتصادي الدكتور علي التواتي: من المتوقع أن يقل الطلب على نفط أوبك خلال الفترة القادمة لوجود فائض كبير بالأسواق من مصادر نفطية متعددة. وأضاف: من المتوقع أن لا تعمل عجلة الإنتاج في أوربا بكامل طاقتها خلال الثلاثة أشهر المقبلة مما ينعكس على الطلب على النفط, بالإضافة إلى وجود تباطؤ نسبي بالطلب من قبل الصين، لكنه استدرك أن جميع هذه الظروف تقف في جهة مقابلة لاحتمالية توقف تسويق النفط الإيراني خلال الفترة القادمة والتي ستنعكس بشكل مباشر على ارتفاع الأسعار. من جانبه قال عضو جمعية اقتصاديات الطاقة الدولية الدكتور فهد بن جمعة إن المملكة صدرت ما يقارب 467 مليون برميل تقريبا من النفط خلال الشهرين الماضيين من 2012 بقيمة 187.2 مليار ريال. وأشار إلى أن الاستهلاك المحلي بلغ في شهر يناير وفبراير 2012 ما يقارب 144 مليون برميل وبنسبة 24% من إجمالي الإنتاج في نفس الفترة. ولفت بنفس السياق إن الإحداث السياسية والاقتصادية أثرت وغيرت التنبؤات باتجاه أسعار النفط خلال 2012, فمنذ إقرار الولاياتالمتحدة الحضر على النفط الإيراني وتجميد أصول البنك المركزي الإيراني ثم تبعتها في ذلك الدول الاوربية، أدى ذلك لرفع الأسعار من مستويات 100 دولار لنايمكس إلى 109 دولارات حاليا وبرنت من 115 دولارا إلى 123 دولارا حاليا. وأوضح ابن جمعة ان أسعار النفط شهدت ارتفاعا برغم تخفيض وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي من 1.1 مليون برميل يوميا إلى 0.8 مليون برميل يوميا ليكون إجمالي الطلب العالمي 89.9 مليون برميل يوميا، بينما مازال إجمالي الإمدادات يتراوح عند 84.1 مليون برميل أي بفجوة قدرها 5.8 مليون برميل يوميا تعمل على توازن الأسعار العالمية. وبين ان هذه الظروف أدت إلى زيادة السعودية إنتاجها التي تمتلك اكبر طاقة إنتاجية بين الأوبك إلى ما فوق 9.8 مليون برميل يوميا استعدادا لسد أي نقص في امدادت النفط إلى الأسواق العالمية. وذكر أن تحسن الاقتصاد الأمريكي ومعالجة الديون اليونانية له تأثير إيجابي على أداء الاقتصاد العالمي, كما إن الصين مازال اقتصادها قويا وارتفع طلبها على النفط السعودي مما سيعزز من صادرات المملكة خلال الفترة القادمة. وأعلنت أمس أكبر شركتين نفطيتين حكوميتين في الصين عن إبرامها صفقات لشراء نحو 140 ألف برميل يومياً من النفط الليبي في عقود لعام 2012، حيث من المنتظر أن تتزايد مشتريات الصين النفطية من ليبيا بعد تعطل الإمدادات العام الماضي.