يشكو نحو 60 ألف نسمة يعيشون في أكثر من 15 مخططاً بحي الشرائع بمكة، من طفح مياه المجاري التي شكلت مستنقعات وحفراً، أصبحت بؤراً للذباب والبعوض، تهدد بكوارث بيئية بخلاف الروائح الكريهة. وقال عدد من أهالي المنطقة إن السبب في المشكلة، هو وجود عيوب في توصيلات شبكة الصرف الصحي التي نفذتها شركة تحتفظ "سبق" باسمها . وما فاقم من هذه المشكلة، أن بعض الأهالي قاموا بتوصيل مواسير صرفهم الصحي في هذه الشبكة. و طفحت مياه الصرف والمياه الجوفية وسط الطريق وداخل الحي؛ لتصبح بمثابة الكابوس نتيجة البطء في تنفيذ مشاريع الصرف الصحي ولجوء بعض الأهالى إلى تصريف المياه في باطن الأرض؛ لارتفاع تكلفة وايتات شفط المياه إلى 500 ريال خاصة في المواسم. وأكد الأهالي أنهم رفعوا برقية لمقام إمارة منطقة مكةالمكرمة، من أول أيام رمضان الماضي، بمعاناتهم التي لم تتحرك الأمانة لحلها، وقالوا إنهم يتطلعون ويأملون من الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة تشكيل لجنة لمشاهدة معاناتهم علي الواقع وعلى الطبيعة، قائلاً إنهم على يقين من أن هذا الوضع لن يرضي سموه الكريم. وفى شكاوى اخرى لعدد من المواطنين منهم: علي الزهراني - محمد بخاري - محمد القرشي - صالح الوذيناني - محمد الحازمي حامد السليماني - صالح الوذيناني سعيد الغامدي - عبدالله المقاطي - أحمد الزهراني - وخالد الحساوي. وقال هؤلاء: "إن المياه المنسابة من أكثر من ستة أشهر أصبحت تشكل خطراً على الحي بأكمله". وأضافوا أن عدداً من المدارس - بنين وبنات - تقع خلف الطريق الطافح بالمياه، وعند عبور الأبناء والبنات تتلطخ ملابسهم بأوساخ المياه وروائحها الكريهة؛ ما يضطر بعضهم للعودة إلى منازلهم لاستبدال الملابس. وأوضحوا أن المياه تنبعث من خلال فتحات الصرف وفتحات أخرى قد تكون للاتصالات، ومن المرجح أنها اختلطت مع المياه الجوفية. وطالبوا أمانة العاصمة المقدسة بسرعة التدخل والعمل على شفط هذه المياه، التي شوهت المنظر وأضرت بسكان الحي. وشددوا على أن مخططات الشرائع بحاجة إلى المزيد من الخدمات، خصوصاً المياه والصرف الصحي، مشيرين إلى أن المطالبات بهذه الخدمات ممتدة منذ أكثر من 20 عاماً، ولكن حتى الآن لم نظفر بهذه الخدمة. وقالوا إن الطرقات الداخلية للمخططات تعاني من الحفر والمطبات، كما أنه لا توجد حدائق كافية يتنفس الأهالي من خلالها، بل حجزت مواقع يقال إنها للخدمات من حدائق وغيرها، ولم تقم الأمانة بإنشاء أي منشأة خدمية عليها منذ أكثر من 20 عاماً، وأصبحت تلك المواقع بمثابة مرامي للنفايات وبقايا التعمير لمن يعمّرون جوارها، إضافة إلى امتلائها بالأشجار التي أصبحت مأوى للثعابين والحشرات. وطالبوا بتفعيل تلك الخدمات والاستفادة من المواقع التي حجزتها الأمانة وأهملتها. وأشاروا إلى أن مياه الصرف الصحي أصبحت تطفح في الشوارع بعد أن لجأ أصحاب المساكن لتصريفها بأي وسيلة عقب ارتفاع أسعار سيارات شفط مياه الصرف الصحي. وأضافوا أن مشروع الصرف الصحي ما زال يسير ببطء شديد، وكلما جاء مقاول للعمل فيه يتوقف بعد فترة ثم يأتي مقاول آخر ليبدأ من جديد ولا نعلم ما الأسباب. وتساءلوا: لم لا تكون هناك عقوبات صارمة على الشركات والمؤسسات القائمة على تلك المشاريع، بحيث تغرم بمبالغ كبيرة في حال عدم الوفاء؟! وقالوا إن مشاريع الشرائع أصبحت في يد التلاعب ولم يف أي مقاول بالمدة الزمنية التي التزم بها في العقد، مشيرين إلى أن ضاحية الشرائع من أكبر ضواحي مكة ومع ذلك لم تحظ بالخدمات الأساسية.