ينتظر العالم نفاد الرصاص من جعبة العرب المتناحرين، أو نفاد الجنس البشري العربي، ليخلو الجو لبقية الأجناس البشرية للعيش في سلام ووئام، وبين بورصة بيع السلاح وموت الضمير الإنساني يتفرج العالم على أسوأ مشاهد القتل والتهجير. العرب اختاروا القيام بدور رأس الحربة ليقتتلوا فيما بينهم بالنيابة عن أطراف أخرى، وهذه قمة المأساة فالقاتل والمقتول "عربيان" والرصاص من المصنع ذاته الذي ينتج أكبر كمية للسوق الاستهلاكية في المنطقة العربية، والمستفيدون من تسويق الموت وتجهيز التوابيت يتربعون على وسادة الحضارة الإنسانية الزائفة بشعور متبلد وأنانية مقذعة، وهم لا يعلمون أن الأيام مداولة وأن من سعى إلى إيقاظ فتنة قد يجدها متقدة في موطنه. "الحرب" كمفردة ماتت في قاموس الحضارات وأحياها العرب بالوكالة الحصرية؛ لأن وسائل النظافة الفكرية عند هؤلاء مجهولة تماما. لو استبدل تجار الحروب مصانع الرصاص والأحزمة الناسفة والمتفجرات الفتاكة بنشر "العدالة" في القضية الفلسطينية، وفي بناء جسور حسن جوار بالمنطقة العربية، إضافة إلى عدم تهديد الأشقاء بالنيابة عن إيران، لأتاهم البترول بالسعر الذي يناسبهم، ولو قررت أميركا وروسيا تغيير النوايا والمصالح المبنية على المفاسد لاستقرت المنطقة العربية، شريطة تخليهم عن سياسة استخدام "ذراع الفتنة" الطويلة جار السوء بإجباره على الانكفاء للداخل بدلا من التمدد، ولو اتفقوا على إبعاد "طاغية الشام" عن المشهد العربي، لحل السلام، ولو رفض العرب تعاطي هذه اللعبة القذرة لعادت مياه الحياة إلى مجاريها، ولو توقف منتج الرصاص لتوقف اقتتال العرب، ولو زرعنا "لو" في وادي "عسى" لجنينا "ليت" و"لعل" من الرافدين، ولأوشك الغيم أن ينقشع.. عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب.