ازدهرت صناعة التوابيت بالمملكة في الآونة الأخيرة ويرجع ذلك الى ارتفاع نسبة ترحيل الوفيات الى بلادهم وكما يقول المثل مصائب قوم عند قوم فوائد وقد أدت إلى ازدهار هذا النوع من التجارة ازدهاراً وأيضاً تجار الأخشاب والديكور والمناجر ومحلات الفحم والاكسسورات. (الرياض) تعتبر أول صحيفة سعودية تدخل مصنع التوابيت بالرياض وتجري تحقيقاً عن مراحل التصنيع والإقبال والجهات والمؤسسات الحكومية التي تتعامل مع المصنع وأيضا حالة العمال النفسية ومدى تأثرها بهذا العمل. في البداية قال حسين عبيد وهو مستثمر أجنبي متعهد التوابيت انه يقوم بتأمين أشكال وأحجام مختلفة من التوابيت لشئون الوفيات بمركز الطب الشرعي بالرياض مبيناً انه ورد بالعقد الأول (1200) تابوت والعقد الثاني (6000) تابوت ليصبح إجمالي أعداد التوابيت (7200) على مدى أربع سنوات بقيمة تصل الى خمسة ملايين ريال وقال نقوم بتوريد توابيت متطورة ونموذجية ذات مواصفات وجودة عالية. وبين أن صنع التابوت يمر بعدة مراحل موضحاً ان المصنع لديه عمالة مدربة تجهز باليوم 30تابوتاً ويعتبر المصنع الوحيد بالرياض الذي يمتهن صنع التوابيت من عدة سنوات مؤكداً أنها تدر ربحاً جيداً . وعن تخوف الفنيين من العمل بهذا النوع من الصناعة قال في البداية وجدنا تخوفاً بل هناك عمال تدمع عيناه أثناء تجميع التابوت ويتأثر نفسياً ولكن مع التعود أصبح هناك تسابق من العمال الفنيين على العمل على خط الإنتاج. واشار ان التوابيت عبارة عن صندوق خشبي بغطاء يفتح للأعلى ومقاس التابوت طول 200سم، عرض جهة الرأس 60سم، وعرض جهة الأرجل 45سم، ارتفاع 45سم ومصفح من الداخل بالزنك 0.30ملم ومثبت بأربع زوايا خشب قطعة واحدة للزوايا القائمة، وكذلك زوايا المنيوم من الخارج على الحواف الحادة السفلية للتابوت لحمايته من التفكك والتثبت بالسيلكون والمسامير من الأسفل ومدعم بستة مقابض حديد مثبتة باحكام ومعمول بالسيلكون لجميع الزوايا والحواف الداخلية لحمايته من تسرب الماء مع دهان الصندوق من الخارج، ووضع إطار حول فتحة التابوت من الإسفنج للحماية من تسرب الروائح وعدد قفلين لغلق الغطاء العلوي لافتاً إلى أن القصد من ذلك امتصاص السوائل والروائح أثناء نقل الجثمان خاصة في الرحلات التي تصل إلى أكثر من 12ساعة، كما أنه مدعم بالبرواز والديكور على جميع الجوانب من الخارج لإعطاء التابوت شكلاً أفضل يليق بكرامة نقل الموتى. جهات عديدة وعن الجهات التى تطلب التوابيت قال هناك عدة جهات تطلب تصنيع توابيت من ضمنها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومراكز طبية بالمنطقة الشرقية بالإضافة لمغاسل الأموات التي تعمل على الترحيل الداخلي بين المناطق بالمملكة. وأكد ارتفاع العمل الى 65% مبيناً ارتفاع الطلبات يقابلها ارتفاع بأسعار المواد الخام بنسبة تصل 45% مما ينعكس على الهامش الربحي وخاصة العقود الطويلة وأشار أن سعر التابوت مرشح للارتفاع خلال العقود القادمة مع الجهات الحكومية والخاصة جراء ارتفاع المواد الخام . وقال من المشاكل قلة العمالة المدربة وصعوبة الحصول على تأشيرات استقدام ومطالبة العمال برفع الرواتب وعدم وجود العمالة الوطنية الفنية المؤهلة بهذا المجال. كما قال مجدي ناصر مصري الجنسية فني نجارة ويعمل على خط التوابيت انه يعمل على صناعة التوابيت منذ خمس سنوات وبين ان تجهيز التابوت يمر بخمس مراحل الأولى التفصيل حسب الحجم والمقاس المعتمد والثانية عملية كبس الألواح الخشبية بالألواح الصاج المجفف والثالثة عملية تجميع الهيكل بإضافة مواد تمنع تسرب السوائل والرطوبة والروائح والمرحلة الرابعة تركيب أعمال الديكورات الخشبية الخارجية والخامسة الدهان وتركيب الاكسسورات الخارجية من مقابض وكوالين والربل . ولم يخف أن هاجس التفكير بالموت ومصير الإنسان لايفارقه طوال عمله بهذه المهنة (صناعة التوابيت) ولكن إيمانه بالله وان للإنسان اجلاً موعوداً يجعله يؤمن أن لكل اجل كتاباً. من جانبه أكد ل (الرياض) علي عبدالله باوزير نائب رئيس شئون الوفيات بمركز الطب الشرعي بالرياض أن ما يعيق سرعة نقل الجثمان هو ارتفاع تكاليف نقل الأموات من دول الشحن إلى مسقط الرأس، مشيراً إلى انه تم ترحيل (1200) جثة في العام الماضي وأضاف في بعض الحالات لا يستطيع الأقارب توفير مصاريف ترحيل موتاهم إلى بلدانهم، ويساهم تهرب الكفيل من دفع أجور التابوت والتحنيط بتأخير الترحيل، ويحرص بعض الجنسيات العربية على دفن موتاهم في مسقط رأسه ويتعذر في بعض المحافظات شحن الجثث عن طريق الجو مباشرة لعدم وجود مطار دولي، وهذا يرفع تكاليف الترحيل حيث يرسل الجثمان إلى أقرب مستشفى به قسم للتحنيط والترحيل. وقال نستقبل سنوياً بشئون الوفيات(4500) جثة موضحاً ان المركز يقوم بترحيل بعض الجثث المتوفاة إلى خارج المملكة حسب طلب أو رغبة ذوي المتوفين إلى خارج المملكة من مختلف حالات الوفاة سواء طبيعية أو انتحارية أو جنائية وأشار إلى ان هناك رسوماً تؤخذ عند ترحيل الجثة إلى خارج المملكة حيث تصل هذه الرسوم إلى نحو الفي ريال، وعن شروط ترحيل أو نقل الجثمان بين أنها تتمثل في موافقة ذوي المتوفى، وموافقة سفارة بلاده وموافقة الجهات الأمنية وابان ان الرسوم تصرف على الأطباء والفنيين والمستخدمين والمغسلين، حيث يحصل الطبيب على "300" ريال والفني على "150" ريالاً والمستخدم على "100" والمغسل (100) ريال اضافة إلى أجور التابوت والمستلزمات الخاصة بتجهيز الجثمان .