جميل ان تسأل؟ وجميل ان تتابع! وجميل ان تنتقد! وجميل ان تبحث عن الحقيقة؟ لكن ليس جميل ان تسأل لتصطاد في الماء العكر وتفسر المقصود بما يخدمك او يخدم وجهة نظرك؟ رائع ان تتابع الأحداث والمبتكرات ولكن ليس جميل ان تتابع من اجل ان تتبع الهفوات والسقطات !!! من اجل ان تبرر وتفسر وتستشهد بما يشفي غليلك .... قد يكون ذلك في لحظة تشفي أو لحظة غضب منك تجاه الآخرين، جمال النقد في إيضاح الهدف منه من اجل تصحيح المسار، وتقديم التغذية الراجعة، ويجب ان لا يكون للتجريح والهمز واللمز واستنقاص الاخرين. حفاظاً على اللُحمة واستنهاض للهمة ودراء للمفسدة يستحسن ويفضل وياحبذا لو كان السؤال على قدر ماتحتاجه من معلومات، خصوصاً ان الناس في زمن ضغوطات الحياة وقسوتها قد يفسر ماتسأل عنه بأنه تدخل في الخصوصية!!! قال الله تعالى:﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَسأَلوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم وَإِن تَسأَلوا عَنها حينَ يُنَزَّلُ القُرآنُ تُبدَ لَكُم عَفَا اللَّهُ عَنها وَاللَّهُ غَفورٌ حَليمٌ﴾ [المائدة: 101] عن المغيرة بن شعبة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات، وكره لكم قيل وقال، [وكثرة السؤال]، وإضاعة المال) صحيح البخاري. هذه التوجيهات الربانية والنبوية لم تأتي الا لبيان كراهية الاستغراق في كثرة التساؤلات والاستفسارات التي قد تورث الضغائن والاحقاد وربما تحدث إجابتها مالا يحمد عقباه عند الطرفين السائل والمجيب. قد يصبح السؤال كالسهم الذي ينطلق لرمي الصيد فيصيبه اما بموت او يشل حركته، وكذا السؤال الذي ينطلق من اللسان قد يحدث انهيار أسرة او قتل شخص وقد لا يدرك السائل خطورة سؤاله!!!! لذا ينبغي عليك ايها الغالي ان تحدد الهدف من السؤال قبل إطلاقه وان تراعي المشاعر قبل إطلاقه، وان تتحرى زمن السؤال حتى لا تثير مشكلة قد اندثرت، او مصيبة قد نسيت...... وانتبه لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم بنهيه عن كثرة السؤال. قد تطلق سؤال وانت لا تلقي له بال يوقع الكثير من الإشكاليات الاسرية او المجتمعية او القبليّة. كن ذكياً عند طرحك للسؤال وتذكر النهي عن كثرة السؤال.