كنت قد ختمت مقالي السابق بالتأكيد على الحذر من أمور عدة قد تسبب الاختلاف ومن ثم النزاع فالفشل و أهمها بلا أدنى شك الحزبية الدينية والطائفية والغلو في تقديس رموز على حساب الدين والمبدأ. الذاكرة الزمنية تعود بنا ليوم خلق الله فيه آدم وكيف أن خلافا بين أخوين أدى إلى قتل نصف البشرية . ليأتي بعد ذلك بآلاف السنين خلاف بين طائفتين مسلمتين موحدتين قادها إلى خروج وقتل و اختلاف انتهت على إثره دولة الإسلام الأولى، و اليوم وبعد ألف و أربعمائة سنة يتكرر المشهد ولكن بسينارو أكثر تعقيدا فبدل طائفتين خرج لنا طوائف عدة وانولدت منها فرق علمها من علمها وجهلها من جهلها، فرق شتى رغم اتفاقها عرقا و دينا إلا انها تختلف باختلاف أهدافها و توجهاتها ، وكأنك تتكلم عن فرق رياضية بل أنك تجد في مجتمع مدني أو قبلي واحد ميولا وانتماءات متباينة لتأييد هذه الفرق ، تجاوزا على أنه في البيت الواحد انتماءات مختلفة يظهر بعضها علنا والبعض الآخر ينبئ عنه الفعل و التوجه. ومع ظهور وسائل الإعلام و انتشارها بصورة مزعجة ظهر البون الشاسع بين الفكر و الهوية لنتفاجأ جميعا بالهوة التي تكبر يوما تلو الآخر ، بل وأصبحت كل فرقة تصب جام غضبها على الأخرى عبر تلك الوسائل في مطاحنات و معارك ومباريات مصيرية تجر خلفها تبعات تلقي بظلالها على وحدة المجتمع العربي المسلم . الدوري الأشد قوة على مستوى العالم يدار تحت مظلة دول وجهات اسخباراتية عالمية وجهات ترعاه باطنا ليصب نتائجه حتما لحسابات دول غير إسلامية ،بل وأضحى مدعاة للفرجة و السخريا من شعوب تلك الدول. إن بعض الرموز و مع الأسف أصبح أداة من أدوات اللعبة قد لا يعلم وإن علم فإنه لايملك إلا الانصياع طوعا أو كراهية لقواعد تلك اللعبة الممتعة لجمهوره الغفير والتي قد تشبع رغبته المادية أو المعنوية على حد سواء، لنصبح أمام تحديات و مناظرات لا مسؤولة بين كباتنة تلك الفرق ،،،، و هيا تعاااال ..