بنات الجامعة لا يقبل ولا يؤيد عاقل ما حدث نهاية الأسبوع الماضي في حرم جامعة الملك خالد من مصادمات بين الطالبات وإدارة الجامعة، مع يقيننا بأن الفوضى والعنف لن تحل على الإطلاق أي تجاوزات أو مشكلات تتفاقم وتتوالد مع الوقت دون أن يتكرم أحد من المسؤولين بالنزول لها أولاً ومن ثم ثانيا التبرع ولو بربع حل لها، في طل عدم وجود ناطق إعلامي لجامعة ما يتحدث عن الحقائق كما هي ، ولا عتب في ذلك لأن وزارة " الصمت " مازالت تمارس عملها الروتيني المكرر تكريسا وتخليدا للمعزوفة السمفونية ( قديمك نديمك لو الجديد اغناك ) كل ذلك دون مراعاة لتقادم المكان والزمان لطالب الامس وطالب اليوم ! جامعة الملك خالد - وللأسف- تقف الآن وحيدة حائرة تلوكها الألسن والأفواه وتتكاثر الأسئلة حولها وتتناثر الأوراق المزعجة التي تفتح ألف بل الفين علامة استفهام؟ ولا يعقل أن تكون تلك الاوراق وتلك الاستفهامات هامشية او مختلقة ( فلا دخان من دون نار ) أيها المسؤول ؟! . وما حال التذمر الدائمة ، والاستياء المتواصل ، ومحاولة إيصال الصوت بأي طريقة حتى وإن كانت تلك الطريقة خاطئة إلا تأكيدا على ما نقول ، ولعل أكثر التساؤلات التي تدور حول العمر " الوظيفي" الذي يقضيه عميد الكلية في الجامعة على كرسيه الوثير والأثير الذي يصل أحيانا " لعقد ونيف " دون ان يتزحزح قيد أنمله عنه لهو احد الشواهد الحية ، ولن أقف كثيراً عند هذه النقطة لكنني أتحدث ببراءة طفولية ممزوجة بملعقة (عسل جنوبي) عن ذلك الوقت الذي يمضيه عميد الكلية أو مدير الجامعة في نفس المنصب ، فإن كان قيادياً وناجحاً وله اثر ملموس فلماذا لا ينقل هذه التجربة الريادية إلى جامعة أخرى لتستفيد منه وإن كان غير ذلك فلا أظن بلدنا الزاخر بالقيادات والخبرات عاجزاً عن إيجاد البديل الأفضل وحل إجابة السؤال الأكبر والمنطقي والأهم والعجيب ( ماذا يحصل في جامعة الملك خالد ) ؟! ولعل من المنطقي أن نسأل أنفسنا عن السبب في تسرب الكوادر العلمية من الجامعة، ونضال بعضهم من أجل التفرغ أو الإعارة ومسلسل الهروب الدائم من سياسة التطفيش وغيرها، لا بد أن نفتح طاولة حوار شفافة وجريئة ومعلنة ونناقش تلك الاسباب فوق تلك الطاولة لا تحتها حتى يقتنع المتضررون والمحبطون والشاكون من جدية ودقة شكوكهم وظنونهم (وهذا ما يقوم به امير منطقة عسير حفظة الله )، رغم يقيني أن ما بين أيديهم حقائق لا تقبل سطراً واحداً من أسطر الشك . أعود للطالبات اللاتي انفجرن تحت ضغط مدفون، حتى وإن اختصره المسؤولون والمتحدثون باسم الجامعة « في سوء نظافة ليس إلا » لكني متأكد من أن شكاويهن عجز أحد عن احتوائها وعلاجها، وأن التعامل معهن وفق المثل «أذن من طين وأخرى من عجين» هو السياسة المتبعة في الكلية بل الجامعة ، فلم يجدن لقلة الحال والحيلة إلا تكوين تجمع أنثوي ( ناعم تحول إلى خشن) مع مرور الوقت جعلهم يتناولون ما يقع تحت أيديهم بشكل عدائي ومؤلم له أسباب ترفض الجامعة كما يبدو الاعتراف بها حتى الأن. أيها العقلاء هناك أخطاءً وفوضى وحجم إهمال لا يراه أهل الدار بالجامعة ، لأن أعينهم عليها غشاوة ، وقلوبهم باردة وفكرهم وأقلامهم مشغولة في تنظيم خط الدفاع عن مسببات ما حصل، إذن لابد من تدخل جراحي ( نوعي وكمي ) لبتر واستئصال أي مرض " أكاديمي" عضال او عابر بجامعة الملك خالد ، لأن ذلك الورم سيتضاعف وينتشر في بقية الجسم الاكاديمي للجامعة حتى وإن كان صغيرا في عيون «كبار الدار» لكن الصغير يَكْبُر يوماً وإن طال فالنار من مستصغر الشرر كما يقال ، وما أخشاه وأخافه أن تقوم الجامعة بتوقيف بعض الطالبات ومحاكمتهن بالفصل والإيقاف بعد توجيه سيل من الاتهامات ليُطوى الملف بكامله، ولعل هذا الحل الكارثي - إن حصل لا قدر الله - سيفقدنا الثقة المتبقية في العقلية الأكاديمية في وزارة التعليم "المنخفض" بالحل والرغبة في تصحيح المسار الوظيفي والأكاديمي والإشرافي بشكل محسوس وملموس في جميع الجامعات الوطنية . منطق معكوس : وصفت مشرفة في كلية الآداب بجامعة الملك خالد، بحسب ما نشرته صحيفة «الحياة»، ما حدث من احتجاج الطالبات بأنه «لم يكن مقبولاً، من فتيات قدِمن للتعلم، وإنما من طالبات غالبهن يحتجن إلى تحسين في السلوك !! ( قال مشرفة قال ) . الحد الفاصل : مدير الجامعة الكريم يقول ( لا نعرف أسباب الاحتجاجات ونرجح تحريضاً وترتيباً مسبقا ) ، أن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فأحسن الله عزائنا جميعا ، عليك يا سعادة المدير إن تظهر على الملأ وتوضح الحقائق المرة ، بعدها ربما عليك ان تحدث نفسك بأمر ما ( كإستقالة ) مثلا ، لأن في صمتكم تفاقم للمشكلات وعندها يصبح صمتكم مع صمت وزارتكم (المشغولة بالابتعاث والمبتعثين ) مسيئا للوطن وهذا ما بدأ يلوح في الافق ولن نسمح به مطلقا . دمتم ودام الوطن سعود بن غانم العابسي