إنما هو بعضك الوقت أو الزمن عنصر هام في الحياة . والله سبحانه وتعالى قدر كل شيء مرتبط بالزمن , فمنذ بدء الخليقة و الزمن حاضرا" وسيبقى ذلك الحضور إلى الأبد . إذن فنحن نتحدث عن عنصر هام له قيمته ولربما غفل عنه الكثير. ولأهمية ذلك العنصر فقد أقسم الله به , قال تعالى: ( وَٱلْعَصْرِ * إِنَّ ٱلإِنسَانَ لفي خُسْرٍ * إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ }) .. سورة العصر. العصر : الزمان الذي فيه حركات بني آدم من خير و شر. لفي خسر : أي في خسارة وهلاك. واستثنى الله سبحانه وتعالى عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم , وعملوا الصالحات بجوارحهم , وقاموا بأداء الطاعات وترك المحرمات , و أصبروا على المصائب والأقدار. وقد قال الحسن البصري -رحمه الله-: "يا ابن آدم إنما أنت أيام، كلما ذَهَبَ يوم ذَهَبَ بعضك" إذن كل ما سبق وكل ما هو قادم مرتبط بهذا العنصر الهام ( الوقت ) . لذا أصبح من البديهي لكل حصيف وذهين أن لا يغفل عن هذا العنصر وأن يعطيه حقه. كيف لا وقد ارتبط فلاح الإنسان في الدنيا وفي الآخرة بمدى استفادته من وقته. ولتعلم أخي الكريم أن معظم الناجحين والمنتجين هم من عرف قيمة وقته وحافظ عليه واستثمره فيما ينفعه , وعمل على أن يكون هناك خطط مستقبلية ومذكرة مواعيد وقائمة بالأعمال اليومية المراد تنفيذها وقائمة بالأعمال المتأخرة. مع الاستمرار في محاسبة النفس في حال عدم الانضباط . إذن نصل لنقول على قدر استفادتك من يومك سيكون غدك بعد مشيئة الله .كما آمل أخي الكريم ألا يفهم أن الوقت هو من يقدمك أو يؤخرك وإنما مشيئة الله فوق كل شيء ومن ثم ما يبذله الإنسان من أسباب (مثل : تنظيم الوقت .... وغيره). ( ربي اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين )