لم تنطوِ من الزمان فقط؟ بل انطوت من أعمارنا الكبير منا والصغير فهل نستقبل العام الجديد ببهجة وسرور؟ أم نستقبله بحزن وألم؟ هذه البهجة نستمدها من مواقف مفرحة وذكريات جميلة ورائعة؛ عمل صالح، صوم، كلمة طيبة، مساعدة محتاج، المساهمة في أعمال خيرية، نجاح دراسي، نجاح وظيفي، وكثيرة هي المواقف المفرحة في حياتنا، طالما أننا نعيش مع من أحببناهم ونتعايش معهم ونرى ابتسامتهم المشرقة، فالقرب ممن نحب نعمة ونعم الله علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى فله الحمد وله الشكر الدائم الذي لا ينقطع. وحزن واسى يصاحبنا أحياناً بسبب مواقف محزنة ومبكية وقد تكون مخزية؛ وفاة عزيز، فراق حبيب، مكيدة حاقد، دعوة مظلوم، عين حاسدة، فشل دراسي، انهيار أسري، تحطم مرآة صداقة، انهيار سور اخوة، ضياع أوقاتنا في غير المفيد وترانا نتفنن في إضاعة الوقت ونردد عبارة (خلينا نضيع الوقت) كأنما أمرنا بإضاعته؟! إخوتي: يجب علينا أن نحاسب أنفسنا ماذا قدمنا في العام المنصرم؟ ولتكن وقفة جادة وصادقة، رغبة في التغيير والتقدم للأفضل فالعمر فرصة لو أضعناها حينها لن ينفع الندم أبداً. هل قدمنا أعمال خير أم أعمال شر وسؤال نردده دائماً كيف كانت علاقتنا مع الملك - عز وجل - أولاً ثم ما مدى محبتنا للرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - واقتدائنا به ثم البحث عن تعاملنا مع الأب الحنون والأم الرؤوم ثم نتلمس علاقات حب أخوي في الله لصديق أو قريب وأعمال خير وحب لنشر الخير في كل مكان. كل هذا سجل بتاريخ 1431ه... وصفحة....1432ه بيضاء!! انصرمت أيام ذلك العام ولن تعود الى يوم القيامة وأتت أيام هذا العام لكي نملأها بالخير والعطاء والحب والصفاء والنقاء. فيا ترى بماذا سنملؤها؟؟ وهل ستكتب لنا حياة جديدة في هذا العام أم يكون لنا موعد مع ملك الموت! ولكم أن تغيروا التاريخ في كل عام إن أمد الله في أعمارنا...!! ولي أن أقول لكم: كل عام وأنتم بخير والمسلمين من نصر لنصر - بإذن الله -. وهج: قال تعالى: {وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإنسان لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{3} (سورة العصر). نور من السنة: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به. وقفة: يا ابن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك. همسة: انطوت صفحة الأمس تحمل أعمالنا وبقيت صفحة اليوم خاوية حتى من أروحنا؟ نعجز أن نمسح صفحة الماضي ولكن قد نقدر أن نصنع صفحة الحاضر. حياتنا كورق الشجر يخضُر في الربيع. ويصفر ويسقط في الخريف.