لاشىء يعلو فوق صوت الإختلاف كثيراً ما نشاهد في واقعنا المعاش متناقضات عجيبة وكثيراً ما نجسد تلك المتناقضات بشكل غير واقعي معاش لا يمكن الاتفاق حول شيء مع إمكانية الاختلاف حول كل شيء وكل اختلاف يفسد الود ذاته قبل إن يفسد قضية الخلاف ما إن تسوق دلة الكلام فناجين المواضيع المتلاحقة في مجلس الاختلاف حتى أصاب بمتلازمة التناقض نفسه متلازمة ( الضجيج والصمت) و (الفعل وردة الفعل) و (الهدوء والعاصفة) تذكرت الاتجاه والاتجاه المعاكس في الجزيرة وما يصحبه من صخب مفتعل غير مبرر من مدير الحوار ومن المتحاورون ما يحدث في أستوديو الجزيرة يحدث في مجالسنا وندواتنا ومحاضراتنا ومدارسنا ثقافة الاستماع والإنصات متنحية : قد تظهر في الجيل الثالث أو الرابع القادمين إن شاء الله : وثقافة الصراخ سائدة : منذ الجيل الخامس الماضي ما شاء الله : أسلوب الإقناع لا يوجد وإن وجد لا يقنع لأن كل في فيه كلام وكيف ينصت من في فمه كلام لك عزيزي القارئ الخيال - الاحتفال بلا احتفال بين مؤيد لما وفّرته أمانة العاصمة للاحتفال بيوم الوطن وإبراز منجز إنسان هذا الوطن المعطاء وبين معارض أجد البون الشاسع بين نهايتي طرفي النقاش مليئة بالتشنج والمبالغة في التعصب للرأي بهدف إقصاء الرأي الأخر ومصادرته وفرض واقع الصوت الهادر على لغة الحوار العاقل وبتعاقب المواضيع تتطور الأحداث - بلاغ صادق يتحول إلا بلاغ كاذب ما انتهى صاحبنا من إتمام الخبر المنقول حول بلاغ الهيئة العامة للأرصاد عن احتمال هطول أمطار على المرتفعات الجنوبية في اليوم التالي حتى أنقسم المجلس الوقور إلى فريقين : على شاكلة تيارات الساسة اللبنانيين : تيار المعاندة وتيار المساندة او تكتل العراقيين : كتلة إئتلاف دولة القانون وكتلة إختلاف قانون الدولة وكالعادة جلجل الصوت المعارض وأزبد كذّب البلاغ وكذّب الناقل وكذب بالطبع تيار المساندة (الموالاة) بحجة أن الغيب لا يعلمه إلا الله أما الراسخون في العلم فهم في نضر (المعاداة) من الكاذبين - ساهر يتحول إلى نائم بمجرد أن أتى أحد الأصدقاء على نظام ساهر حتى بدا الصوت الناشز إياه معترضاً كعادته برّر وبإصراره المعهود أن المضاعفة ربا وان المخالفة مهما كانت لا تعالج بهذه الطريقة أقسم بأغلظ الأيمان بحرمة ما أراد فسكت الجميع - شيخ دين وشيخ دنيا :ذكر احدهم أن أعلى اجر تقاضاه احدهم من قناة فضائيه مليون ريال لموسم الشهر الكريم الفائت وعندها لم اعد اسمع شيء تعالت الأصوات بلا منتصر (كنت صامت منذ الفنجان الأول والعجيب أن المساندة والمعاندة لا يدركون أن الصمت في كثير من الأحيان يوازى طاقة الصوت وفى أحايين أخرى متعه وضحك) قلت في داخلي ماذا لو أثارت فناجين القهوة مواضيع أخرى كالإتحاد والهلال والحجاب والنقاب و المسيار والمسفار والاختلاط وقيادة المرأة والإبتعاث وأشياء أخرى أعان الله أذان ألمسانده وحناجر المعاندة وجعلنا من السالمين