يلجأ بعض اللاعبين في الكثير من الأحيان إلى التمثيل بالسقوط داخل منطقة جزاء الخصم ومخادعة الحكم وبدون احتكاك من أجل الحصول على ضربة جزاء هي بالتأكيد غير شرعية وتعكس صورة سلبية عن الثقافة والتربية والبعيدة كل البعد عن الأخلاق الرياضية والروح العالية والتنافس الشريف.. وأقل ما يقال عن صاحب هذه الحركة أنه محتال لمحاولة التحايل وغشاش لأنه أراد غش الجميع بالحصول على ضربة جزاء غير صحيحة في تصرف لا يتوافق مع الفطرة السليمة والضمير الحي.. رغم ذلك يشار إليه بالبطل المنقذ وصاحب الذكاء ويلقى التحية باعتباره المخادع والمشاكس.. وهو في حقيقة الأمر لا يفرق كثيرا عن من يغشنا في حياتنا العامة بل هو أكبر تأثير بحكم أن الكثير من المراهقين يتابعونه وينظرون لتصرف على أنه عمل بطولي استطاع الحصول من خلاله على ضربة جزاء قد تقلب موازين المباراة لصالحه فريقه. لا أريد الخوض في أمور دينية أو عقدية ولا تربوية وأخلاقية.. فالحديث هنا رياضي حيث توضع اللوائح والقوانين وتفرض العقوبة الإدارية وتنظم الحملات وترفع الشعارات من أجل اللعب النظيف وقوانين كرة القدم تحارب هذا التحايل.. وأن الفوز بهذه الطريقة لا يعكس عدالة أو إنصاف ويجعلنا نأسف كثيرا على التفريط في الكثير من قيمنا ومبادئنا. قد يقول البعض أنها كرة قدم وأن الحرب خدعة ومثل هذه الحركات نوعا ما مقبولة.. كيف ونحن في تنافس شريف يحارب المنشطات والعنصرية واللعب العنيف وهذه الظاهرة لا تقل خطورة عنهم.. هنا أوجه رسالة إلى هذه النوعية من اللاعبين بأنه إذا كانت الأسرة تربي والمسجد يربي والمدرسة تربي.. فهو أيضا صاحب مسؤولية ويحمل رسالة جميلة وهادفة قد يغرس من خلالها الكثير من القيم بسبب الأخلاق العالية والتنافس الشريف وقبل ذلك هو قدوة للشباب وواجهة للوطن وأن تحقيق الفوز يأتي بالإصرار والطموح وبذل الجهد.. وقيامه بمثل هذه التصرفات اللاأخلاقية تؤثر سلبيا كثيرا على عقول صغارنا. طارق الفريح