التطاول على الحكام .. علّم اللاعبين مهارات التحايل ! .. والمدهش أن ملاعب كرة القدم باتت تبشر بمواهب بارعة في التمثيل إلى جانب ما جاءت من أجله .. بل عدد كبير منها نتيجة تلك المهارات له مستقبل في التمثيل أكبر من مستقبله في ملاعب كرة القدم ! .. والبركة في خطط اللعب الموازية التي يضعها مسئولو الأندية !. يخضع اللاعب وراء الكواليس لضغط كماشتي الجهاز الإداري والجهاز الفني ، ولقلة خبرته ، وللضغوط التي تجبره أن يثبت ولاءه والتزامه بالتعليمات ، وليقدم ما يشفع له كي يستمر ليعيش .. يقبل بما يملى عليه بلا تحفظ أو مناقشة ، وربما جاء يوم قريب يتجاوز فيه حدود ما رسم له من خطوط ليكون حينئذ أحد من يستحق الترشيح للمنافسة على جائزة الأوسكار للمحتالين ! .. المدرب يجتهد في وضع الخطط بعد سلسلة من برامج الإعداد البدنية والفنية ويعتمد في ذلك على عناصر قادرة بحسب ما لها من مقومات بدنية وذهنية ونفسية لتنفيذ خططه خلال فترات المنافسات التي يخوضها فريقه .. فيما تعتمد عناصر بعض الأجهزة الإدارية من ناحية أخرى على تغذية أذهان اللاعبين بأفكار مختلفة ترتكز على الحيلة لمخادعة الحكام ، وفضلاً عن الموهوبين ذوي الاستعداد لافتعال الحركات وخلق المشاجرات من اللاعبين .. فإن الاهتمام الإداري يتعدى إلى توريط أنصاف المؤذين وآخرين من الذين لا علاقة لهم بالأذى من اللاعبين ذوي التربية الحسنة ! .. وكل هذا لقناعات إدارية قائمة على أن الحيلة الناجحة باتت جزءاً من أخلاق كثير من اللاعبين لما لها من تأثير على مجرى اللقاءات بشكل فعال ، وكلما كان المحتال يجيد عمله في الميدان كان لفريقه خيارات أوسع لكسب نتيجة اللقاء بالحصول على خطأ غير مستحق في مكان جيد ، أو ضربة جزاء ، أو حتى طرد لاعب من الفريق المقابل ، وجودة أداء اللاعب الممثل تتطور مع إصراره على هذا النهج نحو إحقاق باطل أو إبطال حق يزيد من حرج دور الحكم في اللقاء ، ويجعل مسار النتيجة ينحى منحى غير عادل ! .. اليوم من المألوف أن تجد شريحة من الإداريين في الأندية الرياضية تحت ضغط حمى المنافسات في المراحل المتأخرة من المسابقات تبيح لنفسها وفرقها بأن يلعبوا بكل الأوراق التي يمكنهم أن يلعبوا بها من أجل الفوز والانتقال إلى الدور التالي في مسابقات الكؤوس ، أو جمع النقاط في مسابقات الدوري وإن لم تكن حلالاً ، فالشعار المشهور بينهم في هذه الأحوال .. هو (اللي تكسب به ، إلعب به) ! .. يعني الغاية تبرر الوسيلة !. ولا تسأل عن قيمة الجانب التربوي في المسألة وفداحة الأخطاء المتراكمة نتيجة هذا الواقع ، وهو ما يجعل علامات الاستفهام تتضخم حول الأدوار التي جاء بعض منسوبي إدارات الأندية لتأديتها .. باستمرار انتهاجهم وسائل غير تربوية في زحام لهاثهم وراء بريق الفوز والجوائز وإن كانت على حساب الغير .. وفي مقدمة ذلك الغير من توكل إليهم مسئوليات إدارة المباريات من الحكام الذين لم يعد في قائمة المتعاونين معهم في الوسط الرياضي إلا قلة ! ، وربما أدت هذه التجاوزات المستمرة في ظل عدم وجود آليات تحفظ لهم حقوقهم وتؤمن حاجتهم من الدعم والمساندة والتطوير وتمنع عنهم أذى أرباب السوابق في التطاول على الناس .. إلى نشوء جيل من الحكام قد يصل به الأمر أن يمرر ما يساعد على تحاشي سياط الأكثر تنفذاً في الساحة الرياضية حرصاً على السلامة في الموسم الرياضي من الأحكام المتربصة به وبأمثاله.