دائمًا يُقال.. المحافظة على القمة أصعب من الوصول إليها. وهناك من يؤكد ذلك، فيقول تعزيز التفوق أصعب من تحقيق التفوق نفسه. وكحالة دراسة لهاتين المقولتين، يبدو أن الأهلي بطل الدوري والكأس ليس مؤمنًا تمامًا بهما، أو أن مسيري النادي يَرَوْن أن إمكانات الفريق وجدارته الفنية التي كان عليها في الموسم كفيلة بالمحافظة على التفوق، وهذا لعمري خطر كبير سيهدد الفريق وإشارة مبدئية بأن الفريق دخل فعلًا بوابة الغرور والثقة الزائدة. ربما يعيش الأهلي الآن نفس المشهد الذي وقع للنصر قبل موسمين ففرط في مدربه كارينو ولم يبذل ويهتم للتجديد مع محمد نور والذي كان له دور بارز جدًا خارج وداخل الملعب، حينها قال النصراويون بكل غرور.. النصر هو الذي صنع كارينو وقادر على صنع غيره، والنصر مليء بالنجوم ولن يتأثر بذهاب نور. الآن وبكل كبرياء يكرر الأهلي نفس السيناريو، فجروس في نظر كثير من الأهلاويين ليس السبب في تحقيق الدوري، إنما الفضل يرجع للمشرف طارق كيال، وأسامة هوساوي في نظرهم ما هو إلا مجرد مدافع وابتعاده لن يؤثر على قوة الفريق، بينما الحقيقة، كما يراها المنطقيون والقارؤون لمسيرة الأهلي، أن جروس وكيال وهوساوي مكملون لبعضهم البعض هم وجميع زملائهم الفنيين والإداريين واللاعبين. ولعل الأمر الأكثر غرابة في الأهلي هذه الأيام، هو بعض التغييرات الإدارية التي طالت الفريق ونقلتها الصحف، وأهمها فصل رئاسة النادي عن الإشراف على كرة القدم، وكأني بالأهلاويين يريدونها ثلاثية.. تغيير فني وعناصري وإداري!!. لو كنت مُتَخذ قرار في الأهلي، لعززت الوضع الإداري بزرع الثقة فيه، وزيادة أدوات التمكين لرئيس النادي ونائبه. لو كنت مُتَخذ القرار، لعملت على تزويد الفريق بمكتسبات جديدة بدل التفريط، ولحرصت على تجديد العقد مع جروس، واستمرار هوساوي، ولأغريتهما بالمادة والامتيازات، وأظنهما سيرضخان لذلك استجابة للغة المال السائدة في عالم اليوم، عالم الاحتراف. د. علي عثمان مليباري تويتر AliMelibari@