عشق كرة القدم لا يكتمل إلا إذا أنتميت لنادي ما.. لن تستطيع أن تقنعني بأنك محب ومتيم بكرة القدم دون أن تكون منحازا أو عاشقا لنادي بعينه .. ولذلك نجد كل الكتاب والنقاد الرياضيين اللامعين هم في الأصل عاشقين لأندية معينة وبالتالي لابد وأن يؤثر عشقهم على نقدهم وتحليلهم ولكن يختلف هذا التأثير من ناقد لآخر.. و في هذا المقام أسوق لكم أمثلة لأربع من أهم وأشهر الكتاب والنقاد الرياضببن في الساحة السعودية ومدى تأثير عشقهم على نقدهم وأتمنى أن لا يأخذ البعض الموضوع بحساسية .. فهذا مجرد رأي شخصي قد يخطيء أو يصيب . أياد عبدالحي عاشق متيم بالاتحاد .. بعد كل مباراة للإتحاد لابد وأن يجد شيئا في ناديه يتغنى به فان كان فائزا مدح اللاعبين أو على الأقل أحدهم وأسهب في وصف إبداعاته وإذا قدم الفريق أداءا مميزا بالغ في التغني بالمدرب وخططه الجهنمية وإن خسر الفريق ولم يقدم شيئا تغني بالحضور الجماهيري .. المهم أن أياد لابد وأن يجد شيئا في الإتحاد يتغنى به .. وأهم ما يميز أياد بعد عشقه للإتي هو قدرته البلاغية في الوصف وتركيب الجمل فهو كاتب مبدع كان بالإمكان أن يكون روائيا لامعا لولا أن عشق الإتحاد خطفه من عالم الروايات . أحمد الشمراني .. الأهلي هو ترمومتر حياته وقائد قلمه .. الشمراني يصبح مثاليا عند إنتصارات الأهلي وتتملكه نظرية المؤامرة عند الهزيمة .. الشمراني يمكن أن يتحالف مع كل الخصوم إذا ما كان ذلك التحالف يصب في مصلحة الأهلي فهو اليوم مع الهلال وغدا مع النصر وبعدها يمكن أن ينصف الإتحاد وبالطبع سيتجاهل الشباب .. المهم أن مصلحة الاهلي هي التي تحرك قلمه . عادل التويجري هلالي خالص يستخدم اسلوب الهجوم والإستفزاز لتغطية ضعف حجته .. اسلوبه واضح فهو مع الهلال وضد النصر دائما وابدا .. و تتغير قناعاته بعد أقل من دقيقة حسب صاحب الموقف وعلى سبيل المثال ناصر بريء عندما سب وضرب المشجع النصراوي بينما نايف مذنب عندما سحب جوال المشجع الهلالي .. والتويجري يمكن أن يناقض نفسه أمام الجميع دون مبالاة .. فهو يهاجم الإتحاد السعودي ككيان ورئيس ويدافع عن كل لجان الإتحاد التي يديرها هلاليين . محمد الدويش نصراوي صميم .. في وقت خلا كان يحارب وحيدا جيشا من الإعلام الأزرق .. والآن وبعد أن تساوت الكفتان الاعلاميتان وأصبح للنصر إعلاميين كثر كل بطريقته يدافع عن النصر ضد جيش إعلامي الهلال شعر الدويش بنوع من الغيرة تجاه معشوقه النصر فهناك من ينافسه في حب هذا الكيان بعد أن كان الدويش وحده في الصورة .. فأصبح إعلاميو النصر هم خصوم الدويش وباتت معارك الدويش الحالية ضد إعلامي النصر والذي أطلق عليهم عدة مسميات ( لخويا .. عبيد النجوم .. إعلام القصر ) .. عشق الدويش للنصر لا يمكن إنكاره ولكنه يريد أن يكون العاشق الأوحد . في كرة القدم طالما أنت محب وعاشق لنادي بعينه لا يمكن أن تكون ناقد أو كاتب أو إعلامي محايد .. فعشقك يجبرك على الإنحياز لمن تحب ولكن لكل عاشق منحاز أسلوب في الدفاع عن ناديه وعلينا تقبلهم جميعا .. ففي النهاية كرة القدم هي مجرد لعبة تبهرنا وتشدنا وتسعدنا وتحزنا .. ولكن يجب أن لا ندعها تكون هي محرك حياتنا . الرمية الاخيرة :- الكتاب والنقاد الرياضيون كلهم متعصبون ولكن هناك متعصب متشنج ومتعصب أقل تشنجا ومتعصب عقلاني ومتعصب أقل عقلانية . رامي العبودي تويتر @ramialaboodi