تعذرت رابطة دوري المحترفين السعودي طوال الفترة الماضية بعدم وجود نظام أساس للاتحاد السعودي لكرة القدم يمكن الاعتماد عليه كمرجعية للنظام الأساس للرابطة، وهو ما أجل عقد اجتماعات مجلس إدارة الرابطة لأكثر من عامين في أسلوب يؤكد على الفوضى الإدارية والإجرائية التي تعيشها كرة القدم السعودية بشكل عام رغم الجهود الكبيرة التي تبذل من قبل مسؤولي الرابطة، لكن يظل النظام الأساس حجر الزاوية في أي تنظيم كروي. اليوم اتحاد القدم اعتمد نظامه الأساس في 10 يونيو الماضي، وهو النظام الذي في وجهة نظري يحمل أخطاء ومخالفات وتجاوزات في بعض مواده سوف تكون عائقا في القريب العاجل وستفتح أبوابا للمشاكل، لكن المهم أنه تم اعتماده بكل ما فيه، والعين اتجهت الآن للرابطة لنرى ما لديها ومتى سيتم اعتماد النظام الأساس الخاص بها وضبط الأمور الإدارية والفنية والمالية والإجرائية. ثقافتنا عموما وفي مجال اللعبة تحديدا، تعتمد على اتخاذ القرارات أكثر من الالتزام بلائحة مكتوبة، وهذا أمر سارت عليه كرة القدم السعودية ونجحت فيه نجاحا باهرا وحققت إنجازات قارية ودولية. إن التحول إلى تطبيق أنظمة ولوائح يحتاج صبرا وتمرسا لأنها تعتبر شيئا جديدا علينا، وهي تحد من صلاحية اتخاذ القرار وهو ما اعتدنا عليه لسنوات، وبالتالي فقدنا الشخصية القوية التي تتخذ القرار، وليس لدينا القدرة على الالتزام بالنظام ولذلك تاهت أقدامنا وإلى حد ما انشل تفكيرنا. زملاء كثيرون يقولون لي إن الكورة "ماشية" والأمور ممتازة وأنت أشغلتنا باللوائح والأنظمة وخاصة بعد حديث رئيس لجنة الانضباط الأخير حول التدخلات، وهو الأمر الذي يعتبر خرقا صريحا في عمل الاتحاد، وهم يرون أن أسلوبنا في التعامل مع الأحداث السابقة يؤكد أن الوضع طبيعي ولا حاجة لتغيير أسلوبنا وجعل اللائحة هي من يتحكم فينا!! الزميل محمد النويصر رئيس الرابطة قدم عملا جبارا خلال مرحلة التأسيس منذ العام 2008 وأعتقد أن عليه أن يكمل مشواره وأن يقدم نظاما أساسيا ملائما للمرحلة ولكرة القدم السعودية وللدوري تحديدا وإنهاء مرحلة الانفلات الإداري الذي تعيشه الرابطة منذ العام 2012 عندما أسس مجلس الإدارة وتم تغيير المسمى من هيئة إلى رابطة. إنني أتطلع من إدارات الأندية المحترفة العمل على تحويل الرابطة من رابطة قائمة وفقا لمتطلبات الاتحاد الآسيوي للمشاركة في دوري أبطال آسيا، إلى رابطة تخدم الأندية المحترفة السعودية خلال الحقبة المقبلة وتكون الند بالند مع اتحاد الكرة، وتحافظ على مصالحها ومكتسباتها وعوائدها المادية وتطور استثماراتها وهيكلتها الإدارية ومرجعيتها القانونية على أسس تجارية وأن تشارك في اتحاد كرة القدم كرابطة مستقلة وليس تحت مظلته. إن حسم موضوع اعتماد النظام الأساس للرابطة وعقد اجتماعات مجلس إدارتها بأسرع وقت ممكن هو الحل لترتيب البيت الكروي من الداخل والانتقال لمرحلة جديدة من التنظيم وضبط آلية العمل من خلال مواد مكتوبة ومقننة وواضحة تحدد الصلاحيات والمسؤوليات وليس من خلال تعاميم وخطابات تظهر كردة فعل على بعض الأحداث.