لأنني وكثير من الزملاء الإعلاميين في منطقة حائل لم نتلقَ الدعوة ولم تتح لنا فرصة المشاركة أو على الأقل الحضور لمتابعة جلسات الحوار الوطني الذي عقد مؤخرا في حائل تحت عنوان ( الإعلام السعودي .. الواقع وسبل التطوير), بل إنني لم أعلم به ولا بمحاوره وأسماء المشاركين فيه إلا في اليوم الثاني من انعقاده وبعد اتصال من أبرز المشاركين فيه الزميل الصديق صالح الحمادي, أجدني اليوم متحمسا - أرجو ألا يكون بعد فوات الأوان - للتداخل في قضية إعلامية مهمة ومؤثرة باتت مقلقة وتتعلق بنوعية الكثير من البرامج التلفزيونية وبالذات الحوارية منها.. لا أحد يستطيع أن يلغي أو يتجاهل أو يقلل من شأن التلفزيون ودوره القوي وتدخله المباشر في تشكيل سلوك وثقافة وعقلية وطريقة تفكير المشاهد, وخصوصا في المراحل السنية المبكرة, وهذا يبدو كافيا للاهتمام والإمعان والتدقيق من قبل المسئولين في وزارة الثقافة والإعلام بجدوى وأهداف ومضامين ما يقدمه من مواد وبرامج, سأذكر منها على سبيل المثال البرامج الرياضية وكثافة المتابعين لها وتفاعلهم مع ما ينتج عنها من رؤى وأفكار ومواقف كان لها الأثر البالغ والسيء في احتقان الوسط الرياضي وزيادة حدة تعصب وصراع المنتمين إليه.. نريدها برامج ترتقي بوعي وعقلية الإنسان السعودي, تساعد المسئول على تبني واتخاذ القرارات الصحيحة, تساهم وتشارك في مسيرة وبناء وتنمية الوطن. الاتحاد للمنتخبات والرابطة للأندية في تقديري إن أبرز وأهم ماجاء في قرارات اتحاد الكرة الأخيرة هو تحويل هيئة دوري المحترفين إلى رابطة الأندية المحترفة لتكون بحسب مهامها وشكلها ومضمونها ومكوناتها الجهة المعنية بهموم وقضايا فرق دوري زين, لذلك كان من الضروري إداريا وتنظيميا أن تتولى هي دراسة وإصدار كل القرارات ذات العلاقة بالأندية المنتمية لها, أي بمعنى أدق كنت أتمنى من سمو رئيس اتحاد الكرة الأمير نواف بن فيصل أن يعلن ويصرح عن القرارات الخاصة بالاتحاد, على أن يحيل الكلمة وإعلان القرارات والبرامج والخطط المرتبطة بالدوري والفرق المشاركة فيه والتعليق عليها ومناقشتها في المؤتمر لرئيس الرابطة محمد النويصر.. الرابطة خطوة مهمة وحيوية ستزداد أهميتها وقيمتها حينما تمارس كامل صلاحياتها بطريقة تبرر وجودها وتتخذ قراراتها باستقلالية تتوافق مع كونها الممثل النظامي الوحيد وأيضا القانوني للفرق الممتازة, الأمر الذي يساعدها على أن تكون مؤهلة وقادرة أكثر من غيرها على التعامل المباشر مع كل مايتعلق بالدوري, وذلك لأسباب فنية وإدارية وإجرائية, ولتواجد مندوبين عن الأندية كأعضاء فاعلين ومؤثرين ومعنيين بتنفيذ قرارات هم وحدهم من قام بدراستها وصياغتها وتحمل مسئوليتها.. في إطارها العام ومن أجل تفعيل دورها كجهة مستقلة سواء في طريقة إدارتها أو مستوى وقوة ومنطقية قراراتها واحترافية أدائها لابد أن يمنح اتحاد الكرة الرابطة صلاحيات أن تختار لجانا خاصة بها مثل الاحتراف والمسابقات والفنية والانضباط والقانونية والتسويق والحكام لتكون تحت مظلة وإدارة الرابطة, على أن تبقى اللجان الحالية كماهي تابعة لاتحاد الكرة وتكون مسئولة عن الدوريات والمسابقات المحلية الأخرى.. وطالما أننا أمام مرحلة مفصلية في تاريخ الكرة السعودية, ولأنني شخصيا أثق بحماس الأمير نواف وبرغبته الجادة في توفير البيئة والأجواء الكفيلة بارتقاء الفكر والممارسة الكروية أندية ومنتخبات اتطلع إلى أن يتخذ سموه قرارا بفصل الرابطة عن اتحاد الكرة, لتكون أي الرابطة الجهة المسئولة مسئولية كاملة عن برامج وجداول ومشاكل واستثمارات الدوري الممتاز للمحترفين والإنفاق عليه, مقابل أن يتفرغ الاتحاد للمنتخبات والمسابقات الأخرى مثل كأس الملك وكأس ولي العهد ودوري الأمير فيصل, وكذلك دوري الدرجة الأولى والثانية والثالثة. نعم لريكارد صحيح أن مباراة أستراليا بعد غد الأربعاء ستكون لنتيجتها حسابات وانعكاسات وقناعات وإفرازات جماهيرية وإعلامية بل ورسمية غير مألوفة, لكن الأصح والمفترض أن تأهلنا بإذن الله لا يعني أننا فنيا وإداريا وعناصريا تمام التمام, مثلما أن عدم التأهل لا سمح الله ليس دليلا قاطعا على أن كل شيء في المنتخب واتحاد الكرة سيئا.. لنجرب هذه المرة أسلوبا مختلفا في التعامل مع الفوز والخسارة, لنبتعد في قياسات الصح والخطأ ومعايير النجاح والفشل عن أهوائنا وعواطفنا وانفعالاتنا, لنعتمد في قراراتنا على فهم واقعنا الحقيقي بروية ومنهجية, لنتخلص من أحلام الحاضر وأوهام المستقبل ومن فكرة حل مشاكلنا واحتواء أزماتنا بلعبة امتصاص غضب الجماهير, لنمنح المدرب ريكارد الثقة التي يستحقها ومن خلالها يستفيد الأخضر وينعم بالاستقرار. اليوم وقبل لقاء أستراليا لنتذكر كيف صفقنا واحتفلنا جميعا بموقف الأمير نواف بعد توقيع العقد مع ريكارد حينما أكد وقتها على أنه مستمر في تدريب الأخضر لثلاث سنوات قادمة وإنه لن يتم تقييمه واتخاذ قرار بقائه من عدمه إلا بعد انقضاء هذه المدة. * في الوقت الذي نؤكد فيه على جدارة محمد النويصر لإدارة الرابطة إلا أن هذا لا يمنع من أن يستفيد من تجارب الدول الأخرى ويستعين بخبراتهم في إقرار الآليات وصياغة اللوائح والأنظمة. *مافعله المدرب هاسيك بإبعاده شراحيلي والدعيع من معسكر دبي لعدم التزامهم بالمواعيد قرار شجاع هو بالضبط ما ينقص الكرة السعودية ومانريده أن يسري انضباطيا على جميع الأندية وعلى المنتخبات السعودية ونجومها صغارا وكبارا وفي سائر الألعاب. * للذين يرون أن اللاعب الأجنبي أثر سلبا على بروز اللاعب المحلي ومنع من اكتشاف المواهب السعودية والعناية بها, نذكرهم بأن المرمى السعودي باستثناء الأسطورة محمد الدعيع كان منذ سنوات ومازال يعاني من أزمة حراس المرمى على الرغم من عدم السماح بالتعاقد مع الحارس غير السعودي في جميع فترات ومراحل الاستعانة باللاعب الأجنبي خلال العقود الماضية. * عودة المكبرات للمدرجات هي تأكيد وتجديد بأننا لا نستطيع التخلص من عقدة وحقيقة الظاهرة الصوتية إياها.