أطلق الاتحاد الياباني لكرة القدم في عام 2005م ما اسماه ( إعلان الاتحاد الياباني لكرة القدم ) وتضمن هذا الإعلان خطة عمل الاتحاد حتى عام 2050م ، وإجمالا تتكون الفكرة من خطة قصيرة مدتها عشر سنوات حتى عام 2015م ومن أهم بنودها أن العمل على زيادة عدد ممارسي اللعبة داخل اليابان إلى خمسة ملايين لاعب وان يكون الاتحاد الياباني ضمن أفضل عشرة اتحادات كروية في العالم وان يكون تصنيف المنتخب الياباني ضمن أفضل عشرة منتخبات في تصنيف الفيفا الشهري ، كما تضمن الإعلان ما يجب العمل على تحقيقه حتى عام 2050م في خطة طويلة المدى ومن أهم بنودها زيادة عدد ممارسي اللعبة إلى عشرة ملايين لاعب واستضافة كاس العالم للمرة الثانية والفوز بكاس العالم للمرة الأولى . أمام هذه الرؤية وهذا الإعلان أجدني حزينا ومنكسرا وضائعا ونحن لا زلنا في الاتحاد السعودي لكرة القدم نحاول أن نكتب لوائحنا بالأحرف الأولى ونقلب الطاولة لنؤسس روابط من المفترض أنها تتأسس من نفسها وتتقدم بطلب انضمام للجمعية العمومية ويتم دراسة الطلب ومن ثم الموفقة عليه ، بل ولازلنا نبحث عن عقد أول جمعية عمومية حقيقية للاتحاد السعودي لكرة القدم في تاريخه ، ولا زلنا أمام بنية تحتية لكرة القدم تجاوز عمر أحدثها ربع قرن ، ولا زلنا نبحث في رابطة الأندية المحترفة هل تم تركيب البوابات الالكترونية أم لا ، بل إننا لا زلنا نبحث هل وقوف أعضاء الاتحاد المؤقت في المباراة الختامية لدوري زين صح أم خطأ ؟ ومن هو المسئول عن هذا الخطأ الجسيم في كرة القدم السعودية ، والأدهى والآمر أمام ما هو موجود في الرؤية اليابانية أننا لازلنا نتناقش ونتجادل ونبحث هل نطبق مادة الركل أو مادة الضرب في لائحة الانضباط على هذا الخطأ أو ذاك . في الاتحاد الياباني رابطة محترفين لديها دوري محترف أول من (18) فريقا ودوري محترف ثاني من (22) فريقا ولديها لجنة تنفيذية مستقلة لكل دوري من ممثلي الأندية وهي صانعة القرار فيه ، وفي اليابان أيضا أنظمة ولوائح مكتوبة وواضحة وسليمة وصحيحة ودقيقة وحديثة تتجدد سنويا وفيه أيضا خمس عشرة شركة راعيه . الأنظمة واللوائح هي معركة اتحاد الكرة القادمة وهذا الكلام قلته وكتبته عام 2007م ورددته عدة مرات ولكن للأسف لم نتحرك إلا بعد فوات الأوان ، والآن نريد نظام أساسي وجمعية عمومية وانتخابات ولوائح ورابطة محترفين لدوري الدرجة الأولى في وقت واحد ، ولكي يصل التخبط مداه سلمنا الخيط والمخيط للقانونيين وهذا تصرف غير صحيح والذي يجب عليه كتابة النظام الأساسي واللوائح التفسيرية هم أهل كرة القدم من التنظيميين ولا زلت اكرر كرة القدم تنظيم وليست قانون وقد نحتاج للقانونيين في صياغة بعض المواد أو بعض الاتفاقيات أو العقود أو المرافعات في قضايا محددة أما آلية إدارة كرة القدم فهي عمل تنظيمي بحت وليس قانوني..والقانوني البحت سينظر للوائح من منظار قانوني وليس كروي تنظيمي وسينشغل بأمور قانونية أكثر من أمور تنظيمية تطويريه للعبة . اليابان التي عندما حققنا كاس آسيا الثانية في الدوحة 1988م كانت كرتها في بدايتها ولم يبدأ التخطيط للاتحاد الياباني إلا عام 1992م أي قبل عشرين عاما فقط ونحن تجاوز عمر اتحادنا ال 57 عاما لأننا اعتمدنا على ثقافة الخطاب وهم اعتمدوا على ثقافة الكتاب وكتبوا رؤيتهم وحددوا أهدافهم ونحن لم نعتمد النظام الأساسي من الجمعية العمومية حتى الآن ( موافقة الفيفا على النظام الأساسي الحالي شكلية فقط بمعنى عدم تعارضه مع السياسات العليا للفيفا ) ولم نكتب لوائحنا كما يجب أن تكتب بل أن كثير من الأمور الكروية لدينا ليس لها لوائح تفسيرية وإنما اجتهادية من إداري أو مسئول أو مدير ملعب أو عضو لجنة . في الاتحاد الدولي "فيفا" هناك نظام أساسي واحد وأكثر من ثلاثين لائحة تفسيرية تصل إلى أين يجلس الرئيس والأعضاء في افتتاح واختتام كاس العالم بل إنها تصل إلى كيفية الاستقبال في المطار والية عقد الاجتماعات ومن يجلس على يسار الرئيس أو يمينه ، وأمور تفصيلية دقيقة مثل كيفية التعامل مع الأخطاء الإملائية في الانتخابات حتى لا يبقى مكانا للاجتهاد أو التخبط أو الأخطاء أو الازدواجية أو تداخل الصلاحيات والمسئوليات ، ونحن أصدرنا لائحة الانضباط قبل أن يعتمد النظام الأساسي!! حتى المستشار الدولي للاتحاد السعودي الايطالي ماريو كلافوتي قال في محاضرته صباح الأحد الماضي في مقر اتحاد الكرة كلاما ليتنا نطبقه !! وحتى ينصلح الحال لا بد من إعادة الأمور إلى نصابها والبدء من الأساس وهو إصلاح النظام الأساسي وترتيبه وإعادة كتابته بالشكل الصحيح والسليم وبلغة سهلة مفهومة كما هي لوائح الفيفا واعتماده من الجمعية العمومية ثم نبدأ باللوائح التفسيرية من لائحة المسابقات ثم الانضباط ثم الاستئناف ثم النظام الأساسي لرابطة المحترفين ثم اللوائح التفسيرية إلى أن نصل لتغطية كاملة لكل ما نحتاجه من لوائح وبدون هذا فسوف نستمر في أخطاء وجدال وتداخل وقد تصل إلى اتهامات وفي النهاية فشل كرة القدم السعودية .. أخيرا ... متى أرى خطة للاتحاد السعودي مكتوبة ومعلنة لمدة ثلاث سنوات حتى عام 2015م تكون واضحة الأهداف والمعالم !! اعتقد أن ذلك سيكون شيئا رائعا . ولو سئلت عن الخطة التي اقترحها للاتحاد السعودي من خلال تجربتي وخبرتي حتى عام 2015م لقلت إصدار نظام أساسي سليم وصحيح ومكتوب بلغة كروية وليس قانونية وعندها سنكون قد حققنا معجزة ,, وهذا يكفي ..