رغم ما يلوح في أفق التوقعات والقراءات الفنية والتي تسبق تفاصيل احداث هذا النزال الكبير والمثير بين الزعيم والعميد عبر مراسم نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال من إلحاح صريح بذهابه مستوى ونتيجة لمصلحة الطاقم الهلالي المتميز بجهازه الفني بقيادة البلجيكي جيريتس وبمثالية التعامل الحضاري والاستقرار الإداري داخل المنظومة الزرقاء واكتظاظ مسرحه الادائي بوابل من النجوم المؤثرين والمتألقين في كامل خطوطه ومراكزه والتي تبدأ هيبتها وحضورها من منطقة وسطه المثقل بالثبات والالتزام بأدواره عبر معطياته الفنية المشتعلة رغم خسارته لورقته الرابحة رادوي. إلا أننا.. لا يمكن ان نُهمل ما يدور في الأفق الاتحادي من حراك وأمنيات ورغبة جامحة لكسب رهانات هذا الحدث المنتظر والذي قادته الامكانات الفنية والقدرات البدنية وتراكمات الخبرات العناصرية.. وصواب الرؤية الفنية احيانا لمديره الفني هيكتور بذهابه نحو خطف البطاقة الثانية وبلوغه طرفا مقتدرا لختام هذا النزال الصعب والذي وصله عبر معترك دور النصف النهائي (ذهابا وإيابا) امام الفريق الشبابي المتكامل والطموح الخطير والذي استسلم للتفوق الاتحادي (مرتين) وكسب رهاناته بفوزين مستحقين قفز من خلالهما منافسا للزعيم عن جدارة واستحقاق. وعليه.. فإن الفريق الاتحادي سيأتي لمعترك النهائي وهو زاحف بنوايا القبض على لقب البطولة وانتزاعها من (فم الأسد).. والثأر من انتكاساته الموجعة خلال مشوار هذا الموسم.. وسيأتي في معطف الفريق الجريح الذي يبحث عن ذاته وتاريخه.. مهما عطلته بعض الغيابات في اطرافه وسيعوضها حتما بقراءة فنية حذرة وذكية من لدن مدربه الذي يحتاج وفي هذا اللقاء بالذات الى استعادة ثقله وقدرته امام جماهيره وإدارته بالاستفادة كثيرا من طاولة الأوراق الهلالية المكشوفة والاحتيال على العناصر المؤثرة والخطيرة في الخطوط الزرقاء بتوظيف أوراقه هو ان اراد تعطيلها والقضاء عليها باحكام رقاباته الصارمة على تحركاتها ذلك انها حين تتجلى وتتحرك انفاسها وفي طليعتها نيفيز وولهامسون ولي ونغ ومعها خطورة القحطاني والشلهوب وبقية القافلة.. فإن السيد هيكتور سيكون قطعا هو سيد الميدان ورجل المرحلة الصفراء. إن نجوم العميد القادمين بروح الباحثين عن الذات وبقيادة مدربهم غير (الموثوق في ادواته) لديهم المساحة الواسعة في قلب توقعات الأفق الهلالي لمصلحتهم وانتزاع هذه الفرصة الذهبية السانحة لهم يحتاجون وبحق من طوابيرهم الادارية الى تجييش هذا التطلع الكبير بدفع المزيد من المعنويات في انفاسهم وشرايينهم ذلك انهم يستحقون فعلا تضميد مواجعهم بتتويج مشوارهم المتعثر بهذه البطولة التأريخية. وإلاّ فإن علينا ان نسلم مبكرا ونذهب مع كتيبة الخبراء بأن الزعيم هو سيد المواقف الصعبة ورجل البطولات الذي يبارى.