يبدو أن تباشير التفاؤل التي لاحت عند أنصار نادي النصر مع تسلم الإدارة الحالية برئاسة الأمير فيصل بن تركي في طريقها للتبدد، بسبب حالة التجاذب التي بات النادي مرتهن لها، والتي تسببت في تعميق فجوة الخلاف النصراوي- النصراوي، ما يرجح على أن الوضع قد يزداد تأزما في المقبل من الأيام. فثمة فريق نصراوي يرى أن إدارة النادي هي التي تقف خلف كل إشكالات الفريق الإدارية والفنية، باستجلابها أجهزة إدارية وفنية ولاعبين غير قادرين على تلبية متطلبات المرحلة، التي يحلم فيها أنصار النادي بالعودة لطرق أبواب البطولات الكبرى بعد غياب زاد عن العقد، ولذلك تراه يدفع باتجاه الضغط على الإدارة، عند كل خسارة، ولعل ذلك أدى إلى إحداث فجوة عميقة في علاقة الإدارة مع هؤلاء النصراويين، من خلال بعض التصريحات التي خرجت عنها كتعبير ساخط تجاه مثل هذه الاطروحات التي تسببت في تجييش بعض أنصار النادي ضدها، كما في التصريح العنيف الذي أطلقه رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي ضد بعض الإعلاميين المتماسين مع النادي، فضلا عن تصريحاته المتكررة في الدفاع عن العاملين معه من إداريين وفنيين، كما في حالة مدير الكرة سلمان القريني، حيث أكد غير مرة ثقته في شخصه، وفي قدراته أمام كل محاولات النيل منه، لاسيما بعد أزمة التسجيل الذي تورط فيه لاعب الفريق يوسف الموينع من اجل التأثير على وجود القريني. ولعل ما يعزز من أن ثمة نصراويين يذهبون نحو إضعاف موقف الإدارة، هو تركيزهم الدائم على مسألة فشل خطة الإدارة في استنهاض الفريق، من خلال جلب لاعبين أقل من طموحات النصر، عدا عن حربهم الضروس على المدرب داسيلفا بهدف بعثرة أوراقه، وهو ما يؤشر على أن الهدف من تلك المواقف التي يتبنونها، ليست معالجة أوضاع الفريق، بقدر ما أن الهدف هو إسقاط الإدارة وإفساد مشروعها. في المقابل فإن ثمة فريقاً نصراوياً يصطف إلى جانب الإدارة فتراه، يزين كل أفعالها، ويلمع كل مخططاتها، رغم أن البعض منها قد تبدى فشله، إن على مستوى تعاقداتها، أو المواقف التي اتخذتها، وهو ما يؤدي إلى تضليلها، وصرفها عن المضي في طريق إنجاح مهمتها، وهم بذلك يسهمون في زيادة الضغوط على الإدارة التي جاءت-بالفعل- في سبيل إنقاذ النادي، وتغيير واقعه المؤلم؛ لكنها اصطدمت بنوعيتين من النصراويين، الاولى همها وضع العصي في دواليبها، والأخرى طمس الحقائق وإظهار الواقع على غير صورته الحقيقة؛ لمجرد إرضائها، وفي كلا الحاليتين يبقى الخاسر الأكبر هو الكيان النصراوي.