من يعمل في مجال الرياضة سرعان ما تحاصره الاتهامات من كل حدب وصوب ، ففي هذا المجال، الكل يشكك، والكل يتهم، والكل يعزف بلغة العاطفة، ويقفز عن المنطق والقاعدة لديه ( إن لم تكن مشاركاً في الميول فأنت ضدي ) . النصراوي ضد الهلالي، والاتحادي لا يقبل منافسه الأهلاوي، ومن يَفزْ بمنصبٍ في هذه الرياضة ولجانها واتحاداتها، ينال من الانتقادات ما يتجاوز الحدود، وبالتالي يصبح الوضع أمامه أكثر إحباطاً، وأكثر ألماً، وأكثر حزناً ومعاناة . أما لماذا فلأن الجميع في هذا الوسط يتعامل بميول تعصبه لا بمنطقية الحياد والإنصاف وحسن النوايا . أتُهم نواف بن فيصل بنصراويته، وأتُهم أحمد عيد بأهلاويته، وأكتمل المشهد بوضع الأمير عبدالله بن مساعد مقابل هلاليته.. وأصبحنا نتعايش مع كل مسؤول يعمل في هذا المجال الرحب بنظرة ينتفي منها بريق العدل، ويتجلى فيها الظلم، وكل ذلك من أجل عاطفة جياشة تعصبية، هي من يتحكم في قناعاتنا ورؤانا، وكل جملة ننثر مدادها على سطور ما نكتبه. لن أستشهد بالكثير من الدلائل التي يحملها التاريخ، لكنني بعيداً عن الرجوع للماضي وما حفل أقول: هاهو لؤي هشام ناظر يمنح ثقة العمل في اللجنة الاستراتيجية للرياضة بقرار من الرئيس العام لرعاية الشباب، فلا يجد سوى التشكيك والاتهام .. فبرغم أنه ليس بالجديد على الرياضة، وبرغم اتحاديته؛ إلا أن البعض لايزال يعزف بمفردات التأويل الخاطئ؛ حيث يستند هذا البعض على عقد شركة بوبا مع الهلال، وعلى أنه المحرك الرئيسي الذي قاده اليوم؛ ليكون من ( الخيارات الاستراتيجية ) لتطوير الرياضة السعودية . مثل هذه الأساليب التي ينتهج نهجها المتعصبون، هي من عكست الوجه المشين لرياضتنا. كما ساهمت في تشويه الكثير من الشخصيات الاعتبارية، التي تحاول أن تقدم ما لديها لهذا المجال؛ فالغالبية وللأسف الشديد ( متعصب ) يفكر في فريقه المفضل، ولا يقبل من الآخر. ومن هذا الاتجاه تتفاقم الأزمات، وتنعكس بظلالها السلبية على أي عمل يستهدف الارتقاء بالرياضة، وبفكر من ينتمي إليها . دعونا من التعصب وتعالوا نبني سوياً جداراً للثقة بيننا وبين كل من يعمل في منظومة الرياضة ، أقول ذلك اعتقاداً مني بأن في هذا التوجه ما قد يعيدنا الى جادة الصواب فهل من مستمع ؟ لا أعلم أين سيكمن الجواب، لكنني سأبقى متفائلاً بالمرحلة القادمة وبمدى ما ستفرزه لنا من تحسينات فكرية وثقافية لعقولنا التي أتعبها التعصب . ختاما كرة القدم جميلة فخذوا منها الجمال، واتركوا المشين فيها، ومتى ما سادت الروح الرياضية في مياديننا ومدرجاتنا وإعلامنا؛ فالنتيجة التي سنجنيها ستكون وعياً رياضياً يندمج مع منجزات كبيرة لأنديتنا ومنتخباتنا ونجومنا وسلامتكم . مقالة للكاتب مساعد العبدلي عن جريدة الرياضية