لصحوة النصر نبض يتحرك في المدرجات .. وسجال عبر الفضاء .. وحراك عبر وسائل الإعلام المختلفة ..!! بالأمس دغدغت الذكريات جمهور الشمس .. كيف لا ونصرها بدأ يشق طريق العودة لمجده عبر مسابقة كأس الأبطال ..!! نعم .. لقد برز الماضي الجميل لهم في أمسية التأهل عبر بوابة بطل الدوري .. وبدأت رحلة الألم طوال العقد الماضي تلفظ أنفاسها الأخيرة .. والصعود لمنصات التتويج لم يعد حلما بل واقعا أوجده نصر العزيمة .. ومؤشراته وعلاماته ورسائله قدمت بشكل لا يقبل التشكيك في منافسات كأس الأبطال لن أحيد عن الصواب إذا ربطت الصحوة الأخيرة .. بتقليص مسافة الحضور القوي له في منافسات الموسم القادم محليا ..!! الوصول لنهائي الأبطال بالنسبة للنصر .. عودة لثقافة الانتصارات والألقاب .. ووداع لمرحلة التحضير لما يسمى صعود المنصات ..!! وبمعنى آخر سيفتح الباب على مصراعيه لتعاقدات نصراوية من العيار الثقيل محليا وخارجيا لأن الطموح سيكبر .. والمناخ سيدفع بالأصفر لتحويل صيف هذا العام لورشة عمل منظمة تحضر لكل منافسات الموسم الجديد ..!! الخبراء في عالم المجنونة محليا يبصمون بالعشرة أن النصر وصل لمرحلة النضج الفني .. وامتلك البديل الجاهز .. ومعضلته الدائمة في خط الدفاع وجد لها الحل.. وعناصره الجديدة مشروع نخبة تبحث عن الألقاب أكثر من الاستعراض .. أو لنقل أنهم نواة حقيقية لمجد نصراوي قادم ..!! نعم .. مر زمن طويل لم نر النصر كما هو عليه الآن .. عنفوان وحماس وقتالية وتبصر وتفهم .. نصر يمتلك ثقافة الفوز وكأنه قرأ كتب ماجد عبد الله وفهد الهريفي ومحيسن الجمعان .. نصر ودع الأحزان .. فلا بكاء على الأطلال .!!! كل شيء في النصر من الممكن أن نعيده للماضي .. لأنه ماض جميل .. باستثناء جماهيره.. فهم الذين لم يغادروا ساحة الإبداع يوما ما .. فكلما غرق فريقهم رفعوه بحضورهم الطاغي وصوتهم العالي .. حتى أصبحوا اللغز الذي لم يحل في عالم كرة القدم .. فهو النادي الوحيد تقريبا في العالم الذي هجر الألقاب .. ولم يهجره الجمهور .. وهو الظاهرة التي أكدت أن الزيادة الجماهيرية لا تعتمد على تحقيق الألقاب .. انهم معادلة صعبة .. لم تتمكن عقول الرياضيين من حلها وتفسير لغزها حتى الآن . متى ما كانت تصريحات مسئولي النصر موزونة .. وفرحة جماهيرهم معقولة .. فإن درب النهائي لهم في كأس الأبطال سالك لا محالة .. فالمطلوب فقط التعامل بوسطية بعد التأهل على حساب الشباب ..!! والمطلوب أكثر .. ان يعي الجمهور النصراوي أن محطتهم القادمة في الدور نصف النهائي ليست بالسهلة .. فقبل التفكير في نهائي المسابقة .. عليهم أن يدركوا أن الفتح أو الاتفاق ليسا بالممر السهل .. وليسا من الفرق التي تفوت الفرصة في بطولات ذات النفس القصير ..!! جميل أن يعود النصر للمنافسة .. ولكن الأجمل ألا تقتصر على فرحة عابرة .. لا تحقق الهدف .. ولا تسمن ولا تغني من جوع ..!!