• لم يترك خروج فريق النصر من دور نصف النهائي من كأس أبطال الخليج بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ النهائي أثارا موجعة على جبين جمهور الشمس المشرق دائما بالعطاء، فهو جمهور غير وانتماؤه غير وعشقه لناديه غير. لِم لا وهو الذي يرفض من قاموسه مصطلحات الانكسار، حتى وإن صاحب مراسم توديع فريقه لكأس الخليج نحر أخلاق وسقوط أقنعة من على وجه المنافسة وتشييع جثمان قوانين هشة في ليلة زادت من متاعبنا متاعب، إلا أنه يظل واقفا كالنخل يثمر بين الحين والآخر ثمرا سكريا حالي المذاق. • فقهر النصر في موقعة الوصل لم يزد جمهوره إلا وصلا؛ لتتبدد أحزان العالمي بسعادة صنعت من المدرجات، بعدما برهن للمرة المليون على أنه كلما قست الظروف على فارس نجد منحه ذلك طاقة سيكولوجية تمتد بجيناتها من الوريد إلى الوريد، لينهض الفارس ويعود من بعيد لركض محارب ومقاتل في ميادين المنافسة. • ينبغي أن لا نكابر عندما نقف أمام حقيقة يصعب حجبها بغربال، ولا سيما إذا شاهدنا أدق التفاصيل لعلاقة أرواح قبل أن تكون علاقة أجساد تربط النصر بجمهوره، والتى تمثلت لنا هذا العام بأمثلة حية عنوانها (الحب والوفاء)، حيث لم يترك ذلك الجمهور بابا يستطيع من خلاله أن يدعم ناديه إلا طرقه. ولم يدرك وسيلة تجلب تدفقا ماليا إلا وسلكها، قدم العديد من الجوائز للاعبيه (مع تحفظي الشخصي على المسابقات التي تتم عن طريق الرسائل SMS لكسب السيارات) واتخم خزينة ناديه، كل ذلك يحدث والفريق لم يحقق الدوري منذ 17سنة. • شاهدوا معي اللون الأصفر وهو يغزو المدرجات في مشارق ملاعبنا ومغاربها، لحظتها ستدركون أن هناك جمهورا لا يهاب الزحف خلف فريقه من موقع لآخر. فقد كان جمهور الشمس حاضرا في كل الجولات، حضر السهلاوي أو غاب بلال، فلا يهم طالما النصر بمن حضر. • جماهير لا تحضر وقت الفوز وتغيب عند الخسارة، ولا تهرول للمدرجات بنداءات الرؤساء، ولا تنشق بين حزب وآخر، ولا تتبع إعلاميا مظللا ولا كاتبا مطبلا، وإنما جمهور يرفع علامة النصر ولا شيء يوازي النصر، وإن لم يحقق الفارس بطولة فهو بطولته الحقيقية. لذلك يجب أن نقف احتراما وإجلالا أمام مواقفه البطولية، ونرفع القبعة تعظيم سلام لدوره الفعال في صناعة التاريخ النصراوي. • لذلك لا أستبعد أن تكون عودة النصر قريبة طالما يحظى بدعم جماهيري، فأدوات التفوق التي يمتلكها الفريق النصراوي ذابت في أعماق لاعبيه لشعورهم بأن المهمة ليست مهمة فوز وخسارة، بقدر ما هي مهمة رد جميل مع هذا الجمهور، ولن يتكئ رفاق الحارثي على فوز يتيم لا يقدم ولا يؤخر وربما يدفعهم إلى خارج دائرة الضوء، لكن المعادلة في النصر إعجاز يحقق خلفه إنجازا يزين به جمال بزوغ الشمس في عيون جماهيره. • الاتحاد لملم جروحه بهدوء في دوري أبطال آسيا، وتقدم بهدوء وصالح محبيه أيضا بهدوء على طريقة الكبار في الجولات الأخيرة من الدوري، وها هو يخطط لكأس الأبطال بهدوء.. هكذا تشير بوصلة المارد الأصفر، فالنتائج التي حققها على مدار خمس مباريات ماضية هي عنوان لصحوة اتحادية عبر بوابة الأقوياء. فمن نقطة السقوط، يأتي النهوض وسرعان ما عاد الاتحاد بعدما أطفئت نار أعداء النجاح وأحبطت مخططات المخربين. وقفة في توقعي الشخصي، نهائي كأس الأبطال بين النصر والاتحاد، ولو ذهبت للهلال فلا جديد هذا الموسم.