بعد خروج المنتخب السعودي من معمعة نهائيات كاس الامم الاسيوية في نسختها الخامسة عشر اخذ كل منظر يغني على ليلاه فالنقاد اطلقوا لاقلامهم العنان وباتوا ينظرون وينقبوا ويبحثوا في اضابير الحلول بلا هدى والمحللين والمراقبين الفنين عبر الفضائيات اسهبوا واطنبوا في الحديث عن الذي كان وماسيكون دون ان يتركوا الفرصة لاولات الامر والقابضين على جمر الخروج الحزين من كاس اسيا من ادواره الاولية في ان يستجمعوا انفاسهم لكي ياخذوا انفاسهم من هول الصدمة التي حدثت ومن ثم يفكروا فيما كان وماسيكون . ولان الامر شائك ومتشعب وطريقه محفوف المخاطر ويحتاج الى رؤى مستقبلية مقننة ومدروسة كان لابد من التريث والتعمق بفكر ثاقب في كلما حدث من أجل ان تتم الاستفادة من الدروس البليغة التي مرت وقادت الكرة السعودية الى هذا النفق المظلم الذي جعلها تتراجع بصورة غريبة لم تكن ابدا في الحسبان . وحتى يستقيم الظل الاعوج لابد من ان نترك الفرصة سانحة وكبيرة للقائمين على امر الرياضة في هذه البقعة المباركة لكي يدرسوا كل مراحل الاخفاق ويعملوا على سبر اغوارها ومداواتها بالتي هي الداء لكي ياتي العلاج جذري ويستاصل الداء من جذوره بعيدا عن المسكنات والحلول الوقتية والابر المسكنة وهذا لن يتأتى الا بعد دراسة مستفيضة وعمل شاق ودءوب حتى لو استغرق ذلك عدة سنوات فالأستعجال لاياتي الا بالنتائج العكسية التي لن تقود الى التطور المنشود واستعادة المكانة الريادية القيادية لمنتخبات وفرق القارة الاسيوية . وعليه فاننا نادي بضرورة ان تمنح الفرصة لاولاة الامر بقيادة الامير الانسان نواف بن فيصل ومعاونيه لوضع الخطط المستقبلية من اجل النهوض بكرة القدم السعودية الى المكانة اللائقة بها والسعي وبصورة حثيثة لانتشالها من هذه الهوة العميقة التي باتت تتردى فيها والتي اودت بها الى الخروج صفر اليدين من اكبر المحافل القارية والتي تعتبر هي المحك الاكبر لنجاحات المنتخبات الاسيوية وإن كان هنالك مايجب ان يقال في هذه العجالة فهو ان نناشد اصحاب الفبركات الصحفية والسعي الى السبق الصحفي في تحديد بعض الاسماء من المدربين العالمين لقيادة المنتخب السعودي في الفترة القادمة وتسمية مدير للمنتخب في اجتهادات غير مبنية على مصادر موثوقة ان يلتزموا الصمت ويتركوا المجال واسعا امام القيادة الرياضية لكي تعمل بتخطيط مدروس وفي اجواء صحية نقية حتى ياتي الاختيار مناسبا ويتوافق مع متطلبات المرحلى القادمة والتي تعتبر هامة في مشاوير المنتخب السعودية الإقليمية والقارية . الشتالي وشجاعة الشحعان : الكابتن عبد المجيد الشتالي المدرب التونسي والخبير العربي الكبير والمحلل الفضائي الاروع قال في افادة فضائية لاحدى الفضائيات بان البون قد بات شاسعا بين المنتخبات العربية والخليجية وبين منتخبات شرق القارة وشدد على ان المنتخبات العربية والخليجية تحتاج الى اكثر من عشرة سنوات حتى تلحق بمنتخبات كوريا الجنوبية واليابان واستراليا منوها الى ان تلك المنتخبات قد استفادت كثيرا من تواجد لاعبيها في الدوريات الاوروبية كلاعبين محترفين في اقوى الدوريات العالمية اكتسبوا من خلالها الكثير من الخبرات وطوروا مستوياتهم وارتفعوا بمهاراتهم الفنية الى مستويات متقدمة ساهمت بشكل مباشر في ارتفاع المستوى العام لمنتخباتهم عندما يشاركون معها في التظاهرات الاسوية التي تجمعهم بمنتخبات القارة ويحدثوا الفارق الكبير بينهم وبين اقرانهم المحليين الذين لايلعبون في الدوريات العالمية . ومن هنا جاء التفوق الملحوظ لتلك المنتخبات على المنتخبات العربية والخليجية التي يلتقونها في مشاويرهم الاسيوية ولايجدوا صعوبة في تخطيها وانزال الهزيمة بها بعد ان يتفوقوا عليها مستوى ونتيجة . وطالب الكابتن عبد المجيد الشتالي المسئولين في الاتحادات الخليجية والعربية بضرورة العمل على فتح المجال واسعا امام اللاعبين العرب والخليجيين الموهوبين من اجل الاحتراف في الدوريات العالمية سعيا لتطوير مستوياتهم لخدمة المنتخبات التي ينتمون اليها لتصبح تلك المنتخبات قادرة على مقارعة المنتخبات الاخرى عندما تلتقيها في مجال التنافس القاري . الكابتن الشتالي قال ان اللاعب ياسر القحطاني لاعب الهلال والمنتخب السعودي يمتلك موهبة خلاقة ولديه مهارات كروية عالية ولكنه لم يطور مستواه وبات يتراجع في ادائه بسبب عدم الاحتكاك المفيد وشدد على ان لاعب مثل ياسر لو كان يلعب في الدوريات الاوروبية لكان قد وصل الى مستوى عالي جدا من النبوغ والتفرد في اشارة واضحة من الكابتن الشتالي الى تواضع مستويات الدوريات العربية والخليجية . وبلاشك فان حديث الكابتن الشتالي هو حديث رجل محب وعاشق للكرة العربية والخليجية وهو بالطبع ناقم على المستويات المتواضعة التي قدمتها معظم المنتخبات العربية في هذا المحفل العالمي وحديثه لم ياتي من فراغ بل هو قد جاء من اتون المعمعة الاسيوية الكبرى وليت من يهمهم الامر ياخذوا العبر والدروس من حديث هذا الرجل الموسوعة العارف لكل أسرار الكرة العربية . فاصلة ... أخيرة : معظم المراقبين رشحوا المنتخب الاسترالي للفوز بلقب بطولة القارة خصوصا بعد سداسية اوزبكستان ممنين النفس بظهور بطل اسيوي جديد ولكنني اقول وبملء الفيه بان البطولة شكلها ياباني للساموراي الكمبيوتر الياباني الذي يمتلك ثقافة النهائيات ويقيني بانه سيعبر عقبة الاستراليين بخبرة السنوات الطوال وميزة الاداء الرفيع الذي بات ماركة مسجلة باسم اليابانيين .