الخروج المفاجئ للمنتخب السعودي لدرجة الشباب من البطولة الآسيوية وفقدانه لفرصة الفوز بالبطولة وبالتالي خسارته لفرصة الوصول إلى نهائيات كأس العالم القادمة في مصر هو في حقيقة الأمر كان مؤلماً وحزيناً وترك في النفوس غصة وفي القلب حسرة هذه حقائق لا يمكن تجاهلها فقد كان الخروج حزيناً بكل المقاييس لعدة أسباب لعل أهمها بل أكثرها أهمية هو أن المنتخب السعودي قد كان فارس الحوبة بل هو كان المرشح الأقوى من قبل كل الرياضيين والمراقبين لبلوغ الدور الثاني والثالث ومن ثم الوصول إلى المباراة النهائية في البطولة وذلك عطفاً على ما قدمه أفراد المنتخب السعودي لدرجة الشباب من عطاءات متقدمة ومستويات مبهرة في الدور الأول من المسابقة أمام منتخب إيران في تلك المباراة التي قدم من خلالها نجوم منتخبنا الشباب ذلك العرض المموسق والسيمفونية البتهوفينية الرائعة والتي توجوها بفوز باهر على عتاولة المنتخب الإيراني بهدفين مقابل هدف ومن ثم أسقطوا المنتخب اليمني المتواضع برباعية ولا أحلى ثم جاءت موقعة المنتخب الياباني الكبرى وهو المنتخب القوي والمرشح للنهائي والذي سبق له أن جندل اليمنيين بخماسية قاسية وأنزل هزيمة ساحقة بمنتخب إيران وتوقع الجميع أن يواصل المنتخب الياباني عروضه القوية وسقط المنتخب السعودي بنتيجة مماثلة ولكن نجوم منتخبنا بقيادة الكابتن محمد القرني كان لهم حديث آخر حيث لعبوا واحدة من أجمل مبارياتهم في البطولة واستطاعوا أن يقهروا الماكينات اليابانية ويجبروا أفرادها على الاستسلام للمد السعودي الجارف فكان التقدم السعودي بهدف القائد القرني والذي أدهش به اليابانيين الذين باتوا وبكل قوتهم وجبروتهم الكروي يسعون سعياً حثيثاً من أجل العودة إلى أجواء المباراة حتى لو كان ذلك عن طريق التعادل الذي يعتبر مكسباً لهم وهم يواجهون مارد غرب آسيا منتخب الشباب السعودي وبالفعل نجحوا في مسعاهم ووصلوا لنقطة التعادل ليحرموا الأخضر السعودي من تصدر المجموعة فكان أن باتت المواجهة العربية الخليجية وهي مواجهة لم نكن نخشاها ولكننا كنا نريدها في النهائي لكي نضمن أن تكون هوية الكأس الآسيوية خليجية الهوية ولكن المهم في الأمر أن نجوم الأخضر الشاب قد قدموا مباراة قوية طافحة بالبذل والعطاء وحب الشعار ولكن الكرة تمردت عليهم وأبت أن تعانق الشباك ليقتنص الإماراتيون هدف غفلة حرموا به المنتخب السعودي من مواصلة مشواره الآسيوي والعالمي لتضيع كل المكاسب بين غمضة عين وانتباهتها فهل يعني هذا الخروج الحزين الذي فرضته الأقدار أن نلطم الخدود ونشق الجيوب ونبكي على الأطلال ونلقي باللائمة على نجومنا الأفذاذ الذين سكبوا العرق وبذلوا الجهد ولم يكن التوفيق حليفهم بالطبع لا وألف لا ونحن يجب أن نكون واقعيين ونجد العذر لنجومنا الأبطال الذين لم يدخروا حبة عرق ولم يخلوا بأي جهد ولكن التوفيق لم يكن حليفه وليس كل مجتهد بمصيب وقد أعجبني المدرب البرازيلي نيلسون المدير الفني لمنتخبنا الذي قال عقب الخروج الحزين وبشجاعة الرجال يجب ألا تلقوا باللائمة على اللاعبين ولعل الأمانة تقتضي أن نقول بأن البطولة قد قدمت لنا نجوم المستقبل الذين سيكونون دعامة كبيرة لمنتخبات الوطن المنتخب الأولمبي والمنتخب الأول أمثال محمد القرني ونواف العابد ويحيى الشهري ويحيى هادي والجيزاوي والخضري والحارس حسين شيعان وبقية العقد النضيد من نجوم المستقبل الذين أفرزتهم البطولة الآسيوية وقدمتهم على طبق من ذهب للمنتخبات الوطنية في الأولمبي والمنتخب الأول وهذا من وجهة نظر شخصية مكسب كبير لا يدانيه أي مكسب آخر ولا يقلل منه خروج المنتخب من البطولة الآسيوية أو خروجه في اللحاق ببطاقات كأس العالم القادمة ولو كان هنالك ما يذكر في ختام هذه العجالة فهو أن نقول وبملء الفيه بأن هذا المنتخب الشاب ينبغي بل يجب أن يجد الرعاية والاهتمام وأن يتواصل إعداده بصورة علمية مدروسة لكي كون هو منتخب الأمل للكرة السعودية لمنافسات كأس العالم للكبار في عام 2014 حيث إن هذا المنتخب قد اكتسب الجماعية المطلقة وبات أفراده أكثر انصهاراً في بوتقة الجماعية، المطلوبة وإن قدر لهم أن يستمروا في حالة انعقاد مستمر لثلاثة أعوام قادمة أو خمسة أعوام فإنهم سيشكلون منتخباً عالمياً يصعب التغلب عليه وسيكون قادراً على تحقيق الطموحات المرجوة والفكرة نطرحها بكل تجرد ونكران ذات رائدنا من ورائه إيجاد منتخب سعودي متمرس وقادر على تشريف الكرة السعودية في المحافل العالمية والقارية والإقليمية وكفى.