قال صديقي «يا أحمد، انتهى عصر المثالية التي تحاول أن تعيشها، هذا هو عصر التعصب والمجاهرة به، اصح وأنظر حولك، فليس هناك مجال لغير إظهار الميول والدفاع عنها، والوقوف دونها، فاليوم كلنا نحمل شعارا واحدا ضد الجميع (من ليس معنا فهو عدونا)، فهل أنت معنا؟». يا صديقي لست مثاليا أو قريبا من المثالية، ولا أحاول ان أعيش في جلباب غير الذي أؤمن به وأحبه، نعم يا صديقي لدي من الميول مثلما لديك، وأشعر بالفرح مثلما تشعر حين يفوز فريقي، وأحزن لحظات عندما يخسر، ولكني سرعان ما أتذكر أنها لعبة لا بد فيها من الفوز والخسارة، فأخرج بمشاعري بعيدا عن مفاهيم الفرح والحزن. ما الذي يستفيده من يشتري هذه الجريدة وغيرها من معرفته إذا ما كنت أشجع هذا الفريق أو ذاك؟. على العكس سأكون خاسرا لأن لا أحد سيتقبل مني رأيا في غير فريقي، وسأتحول إلى أداة يستغلها البعض للوصول لأهدافهم، ومقابل ماذا؟. فأنا لا أعرف ثمنا يمكن أن أحدده لصراحة الكلمة وسطوة الحقيقة والرأي الخاص النابع من القلب والعقل. نحن، «أيها العزيز» أنا وغيري كثيرون، لسنا مثاليين ولكننا واقعيون نحاول أن ننقل للآخرين خلاصة خبرتنا ومعايشتنا لهذه المجنونة التي ندعوها كرة قدم. تأكد أن رسالة الإعلام، ولا أقول الصحافة الرياضية، ليس التحدث إلى فئة واحدة، بل للمجتمع ككل. ليس من مصلحة كرتنا السعودية أن يكون إعلامنا مقسما على الأندية، يحمل شعاراتها المختلفة ويتقاتل «لغويا» فيما بينه دفاعا عن ألوان كلها في نهاية الأمر تصل بنا إلى ما نفخر أن نطلق عليه كرة سعودية. من المستفيد عندما نطعن في الاتحاد أو الهلال أو الأهلي أو النصر أو غيرها من أندية الوطن؟ لا أجد أحدا على الإطلاق، ولكن يمكن وبسهولة أن نشاهد نتيجة ذلك في زيادة الاحتقان والبغض بين الجماهير السعودية التي يحاول الإعلام الأعمى أن يقسمها فيما بينه. نعم -يا عزيزي- كلنا نحمل شعارا واحدا هو الأخضر الذي يضم بين جنباته كلمة الحق «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وهو الشعار الذي نتعصب من أجله ونتوحد في صفه ونعيش تحت ظلاله، أما كرة قدم الأندية، فمن يفوز اليوم قد يخسر غدا، والعكس صحيح.. فلم لا نستمتع بالكرة بدلا من أن نحولها إلى أداة بغض تفرق بيننا… فكر الاحتراف لو كان لي من الأمر شيء لسارعت إلى ضم عادل البطي إلى الجهاز الإداري للمنتخب السعودي. أين أمين دابو من التحليل الرياضي في القنوات.؟. فقد فقدنا واحدا من أكثر المحللين عمقا ودراية ومعرفة وإقناعا للمشاهد. عودة ياسر القحطاني لممارسة الكرة واستعادة مستواه هي فرحة للكرة السعودية وليس للهلال فقط. هل نصدق أن الأندية بالفعل تقوم بالحسم الذي تعلن عنه على المحترفين؟. شخصيا أشك في ذلك. سيظل عبدالله الحربي واحدا من ألمع المعلقين الذين يمكن أن تستمع لهم، والقادر الوحيد على جذبك لمشاهدة مباراة وإن كانت مملة للغاية. مقالة للكاتب احمد دياب عن جريدة عكاظ