- الكتابة عن قامة بمثل قامة المغفور له بإذن الله تعالى شيخ الرياضيين الشيخ عبد الرحمن بن سعيد مهمة لا يعرف صعوبتها إلا من يحاول أن يفعل باعتباره لم يكن رجلا عاديا؛ فهو مجموعة رجال في رجل واحد، كان أحد طلائع فجر رياضتنا السعودية، حمل على عاتقه عبء بدايات كرتنا المحلية وتصدى لمهمة نشر الرياضة في زمن كانت الغالبية تراها بدعا ولهوا! واستطاع بفكره الثاقب وتعامله الحضاري الذي سبق عصره أن يغير تلك المفاهيم فضحى بماله ووقته وجهده وجاهه، ليس من باب الترف أو انتظار المردود المادي، فلم يكن يعترف -رحمه الله- بالنظريات الاقتصادية وحسابات الربح والخسارة بقدر ما يشغله نشر هذه الثقافة بين أبناء وطنه فأسس فريق الشباب ومن ثم فريق الهلال وترأس مجلس إدارة النادي الأهلي في جدة ودعم فريق النصر وكاد أن يرأس مجلس إدارته وأصبحت بصمته ماثلة واضحة على جبين تلك الأندية مثلما هي على محيا كرة الوطن!! - وعن عشقه الأزلي، فقد أسس لولادة هذا (الزعيم) فاحتضنه ناشئا ورعاه يافعا ورأس إدارته وعمل تحت رئاسة عدد من رؤسائه في خطوة قلما تحدث، وتابعه بكل جوارحه حتى شب عن الطوق واتسعت جغرافية إنجازاته وتعددت صفحات تاريخه وحاز المجد من جميع أطرافه، وأصبح أحد أهم معالم تاريخ كرة الوطن باعتباره المساهم الأكبر في (عولمة) كرتنا الخضراء! - ومثلما كانت للمرحوم «عليه شآبيب الرحمة « أدواره الريادية في حراكنا الرياضي كانت له مواقفه الإنسانية وإيثاره المشهود ووقفاته الداعمة التي لم يكن يحبذ الكشف عنها، جعل الله ذلك في ميزان حسناته. - واليوم، ونحن نودعه، إنما نودع علما من أعلام رياضتنا السعودية ورائدا من رواد حركتنا الرياضية عامة، وفي المنطقة الوسطى على وجه الخصوص، فقد فقدت ساحتنا الرياضية واحدا من أبرز رجالاتها ورموزها ومفكريها الذين لا يمكن لتاريخنا الرياضي إلا أن ينحني تقديرا واحتراما لمجهوداتهم وعطاءاتهم في صنع وهندسة هذا التاريخ. - نؤمن -ولله الحمد- بالقضاء والقدر، ونؤمن بأن الموت حق، ونسأل الله في علاه أن يتقبله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا في جنة عرضها السموات والأرض.