فيما مضى كانت تقدر قيمة النقود بالذهب وكلما زادت النقود يجب أن يكون رصيدها من الذهب موازيا لقيمتها.. وهذه الحالة قد تنطبق على بعض لاعبي كرة القدم فهم يقدرون بملايين الريالات لكن قيمتهم الفنية لا توازي ذلك بل إنها مجرد خسائر تتحملها خزائن المانحين والداعمين. واللاعب السعودي ليس استثناء فهو يسير بنفس الركب ولو قدر لك أن تختار نادي من الفرق الكبيرة في السعودية وحسبت قيمة عقود لاعبيه ورواتبهم لوجدت أرقاما فلكية ! ولكن المردود الفني لاسيما على المستوى الخارجي يساوي صفراً. على المستوى الخليجي وصل نادي السد القطري إلى ابعد ما يمكن أن يصل له نادي خليجي في بطولة أندية العالم واجزم إن الكثير يتوقع إن اغلب أندية الدوري السعودي تستطيع هزيمة هذا الفريق ولكنه اعتقاد فقط فعلى الواقع أزاح السد جميع فرق مجوعته بما فيها النصر السعودي ثم تجاوز الشباب السعودي حتى وصل النهائي وحقق البطولة. ونحن لا نزال نعتقد إنها ضربة حظ لأنه تأهل عن طريق ملحق!! وهاهو الملحق أو التصفيات التمهيدية تمنح فريق الاتفاق السعودي فرصة ليكرر ما سار عليه الفريق القطري فهل يواصل الاتفاقيون الطريق الآسيوي أم عند أول تعثر سيتعللون بكثرة المشاركات!! المشكلة فينا نحن فلا زلنا نعتقد إننا اقوي دوري عربي وأفضل منتخب خليجي ومن أقوى فرق القارة والأكثر جماهير ولدينا أفضل المنشئات واكبر الملاعب والتي لم نستطع ملء مدرجاتها إلا في مرات معدودة وفي حالة مجانية الدخول على الأغلب. وحتى على صعيد منتخباتنا السنية لم نعد كالسابق بل إن آخر مشاركة لمنتخبنا الاولمبي في بطولة الألعاب العربية حصل منها على نقطة واحد فقط في الوقت الذي استطاع منتخب فلسطين بلك تحمل هذه الكلمة من مآسي وحروب وتمزق واحتلال من التأهل لدور الأربعة. بعد أن كنا نشاهد كثافة جماهيرية في المدرجات وتخضع للتقدير النظري بات علينا أن نفاخر في أرقام الحضور لنكتشف الواقع المؤلم والذي خسرنا بسببه نصف مقعد آسيوي وعاد البحث عن حل لمنع التسرب الجماهيري!! عن أي تسرب يتحدثون إذا كانت المدرجات في اغلب الملاعب خاوية تكاد تستحيل إلى صحراء؟ ولكي نعرف حجم الغياب الجماهيري شاهدوا مباريات كأس الأمير فيصل بن فهد والتي كانت مدرجاتها تنافس الدوري الممتاز في عدد الحضور،،، كيف كانت.. وكيف صارت؟ وهل هذا الغياب الجماهير مرتبط بغياب المستوى الفني وتراجع العطاء وهل السبب ندرة نجوم الشباك؟ هل من نحسبهم نجوم يصلون بأسهل الطرق لكأس العالم ويحصدون كأس آسيا للأندية والمنتخبات ويقضون مضاجع الخليجيين باتوا مجرد أشباح؟ وهل انفصلت القيمة الفنية للاعب عن القيمة المالية ليصبح مجرد اسم حافل يتوهج فقط تحت فلاش الإعلام؟ من الواضح إن تضخم عقود اللاعبين والملايين التي باتت تغرقهم احد أهم أسباب تردي مستوياتهم حتى بات مركزا متأخرا على الصعيد الخليجي والعربي والآسيوي والعالمي. وهناك العديد من الأسباب التي ساهمت في وصولنا إلى هذا المستوى