من حق جماهير النصر أن تختال فرحاً بما يقدّمه فريقها هذه الأيام ، لا سيّما وأنه تأهل رسمياً لنهائي بطولة كأس ولي العهد ، وبذلك ضمن صعود المنصّة بل وربما يذهب لأبعد من ذلك ويحقق البطولة ، نعم بطولة .. هذا الحلم الذي طالما راوَد عشّاقه واستعمر أذهانهم وسكن أمانيهم ، فهاهم اليوم على بعد خطوة من تحقيقه ، وهذا لم يكن ليتحقق لولا إصرار فيصل بن تركي على أن يضع بصمته في سجلّ الإنجازات النصراوية ، ولعل ّ أكبر هذه الإنجازات في رأيي هو مجسّم “العالمية” الذي دشّنه قبل أيام ، إذ لم تكن فكرة عابرة بل إنها تعكس ذكاء المسئول وحنكته وعمق تفكيره ، فالمشجع النصراوي وإن لم يحقق ناديه بطولة فالإستظلال بمجسم العالمية يكفيه . ولعلّ ما تخشاه جماهير النصر وهي تعيش نشوة البطولة هذه الأيام هو أن يتقاطر أعضاء الشرف والملقّبين ب(أعضاء الفلاشات) على النادي ، فهم في نظر الجماهير ثُلّة من المفلسين إلاّ أنهم يجيدون فن التشويش على الرئيس والتأثير عليه . تحوم الشّكوك حول موقف الأمير فهد بن خالد من موضوع الاتهام الصريح الذي وجهته لجنة الرقابة على المنشطات ضد لاعب النصر حسين عبدالغني .. تُرى ما سرّ تحفّظ الأمير وقراره عدم الخوض في هذا الموضوع على الرّغم من أن اللجنة زجّت بإسمه واعتبرته شاهداً على الحادثة !! ألَم يكن من الأجدر بالأمير فهد أن يخلّص الفتى الذهبي وأبن الأهلي سابقاً ومعشوق جماهيره من هذه التّهمة !! أم أنه وكما قال “لن يشهد (زوراً) في هذه القضيّة” !! وفي رأيي .. قد لا يكون من الحكمة أن تستشهد اللجنة برئيس نادي فضلاً عن أن يكون أمير في قضية لولا أنها متأكدة تماماً من صحة موقفها . يبدو أن بدر الغانمي لم يفق بعد من صدمة الإقالة ، فتارة يقرّ بخطأ الصحيفة وتارة يفنّد تلك العناوين ليقول أنه غير مسئول عمّا لدى الناس من ثقافة ، وتارة يشيد بقرار الوزير ويحترمه وتارة ينتقده ولا يجد ما يبرره ، وتارة يعزو الإقالة لقرار متسرّع من الوزير وتارة يعزوها لمؤامرة أشخاص من داخل المؤسسة التي تنتمي لها الصحيفة (عكاظ) . لا معنى للاحتراف الرياضي في مجتمعنا ما لم نُحدث ثورة فكرية شاملة تسحق النظرة القاصرة عن الرياضة ، وتغيّر من المفهوم السائد تجاهها ، وتوعي المجتمع ومؤسساته بأهميتها ودورها الإستراتيجي في التنمية ، وتؤسس على ضوء ذلك بنية تحتية صلبة ، تولّد بيئة رياضية جاذبة بشرياً واقتصادياً . منيف الخشيبان Twitter@Munif_2012