فهد الهريفي أو الموسيقار كما يلقّبه عشّاقه ، تاريخ طويل وشاق ، أثقلته الهموم والصدمات ، سمفونية حزنٍ وأسى يَعرَق لها جبين الصغير والكبير ، رحلة غربة امتدت من نادي النخيل ببيشة وانتهت بالطرد والإبعاد من كيان عشقه وأفنى شبابه لخدمته ، فهد الهريفي الذي دفع ثمن حبهم لماجد عبدالله وتحمّل الإقصاء والتهميش ، وتفاصيل مؤلمة جداً مزّقت قلب فتى بيشة البار ورمت به خلف الأسوار ، وما تخلل تلك الحقبة البائسة من تجريح وتشنيع واتهامات آلَمت البعيد قبل القريب .. كانت كافية لأن يحفظ فهد ماء وجهه ويبتعد عن الكيان في خطى تائهة ، وأقدام أرهقها الدهر وعشق النصر ، حسرة وألم وواقعٌ مرّ يأبى أن يفارق الهريفي ، فعلى الرّغم من موافقة رئيس النادي الجديد آن ذاك على عودته إلى النادي بعد وساطات غليظة ومضنية ، ومشاركته مع ناديه في بطولة كأس العالم للأندية ، اعتقدنا حينها أن المياه عادت إلى مجاريها وعاد اللاعب العاشق إلى معشوقه ، إلاّ أن أحداً عاد ليرأس النادي من جديد ، وكأنه حمل على عاتقه ألاّ يبقى الهريفي في النصر يوماً واحدا ، وبالفعل عاد وطرده من النادي مرة أخرى ، ليجدد عهده بالصدمات ، ولتبدأ رحلة الغربة من جديد ، وتستمر إلى يومنا هذا ، حيث لايزال الهريفي في حكم المنفيّ من ناديه ، ولا يجد قبولاً لدى صناع القرار فيه .. سنوات من الأسى والألم ، سنوات من الجفاء والقطيعة كانت سبباً مباشراً لما يعانيه الهريفي اليوم من اضطراب نفسي حاد ، لم نكن لنتحقق من ذلك لولا أن أعراض هذا الإضطراب بدت واضحة وجلية من خلال ما يهرف به في القنوات الرياضية .. إنفعالات مفاجئة وصوتٍ متحشرج وتعلثم متكرر بالكلمات أصاب الوسط الرياضي بهستيريا من الضحك ، أما هذه القنوات فلا يعنيها الهريفي بقدر ما تعنيها الإثارة ، فأين أنتم يا عشاق الموسيقار لتأخذوا بيديه وتقطعوا الطريق على من جعلوه أضحوكة الإعلام !! ردوا إليه بعض الجميل واجمعوا المال وكرّموه بحفل اعتزال ، فالهريفي يستحق منكم ذلك وأكثر . منيف الخشيبان Twitter@Munif_2012