تعد تجربة اللاعب المحترف الآسيوي والتي أقراها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في عام 2008 كأحد شروط إقامة دوري المحترفين الآسيوي على الأندية المشاركة في البطولات القارية، أقرب لأن تكون مخيبة في الملاعب السعودية والتي لم تشهد استمرار لاعب آسيوي لأكثر من موسمين إلا في حالات نادرة. الحديث الأكثر جدل هو عن بطاقة اللاعب الآسيوي الذي ينتمي لشرق القارة الصفراء، والذي تعد تجاربه السابقة في الملاعب السعودية هي الأكثر سوء والأقل إضافة على الأندية، فكان الإبعاد السريع هو مصيرهم حتى أن بعضاً منهم لم يلعب سوى لقاء وحيد ثم ألغي عقده. تعدد التجارب الفاشلة للاعبي شرق آسيا بالتحديد من كوريا الجنوبية ، تتجاوز فكرة سوء الإختيار إلى أمور أوسع من ذلك، بالتحديد إلى اختلاف البيئة والأجواء التي يصعب على لاعبي شرق القارة أن يتكيفوا معها بعكس ما يحدث مع اللاعبين الأوروبيين أو لاعبي أميركا الجنوبية ولو بتفاوت النسب، حتى وصل الوضع في بعض الحالات إلى أن يتخاطب اللاعب الكوري مع مدرب فريقه وزملائه بلغة (الإشارة!) ، وهذا عامل إضافي يعرقل مسألة التأقلم للاعب والانصهار مع المجموعة فكيف يمكن له أن يقدم ذات العروض التي كان يقدمها في بلاده؟ . هنا يجب أن نربط بين هذه التجارب في ملاعبنا وبين تجربة المهاجم ناجي مجرشي في الدوري الكوري الجنوبي، نجم الشباب السابق شرح كل الصعوبات التي واجهته هناك وتسببت بعدم إكمال تجربته الإحترافية، فكان عامل اللغة هو الأساس إذ أن كثير من لاعبي كوريا لا يجيدون اللغة الإنكليزية ولا يوفرون مترجم خاص لمثل هذه الحالات مما يحد من فرص النجاح، ذات الظروف تحدث مع الكوريين في الأندية السعودية. الشواهد على فشل المحترف الآسيوي الكوري الجنوبي في دوري زين تظهر جلية للمتابعين، فكان للنصر تجارب سابقة بتعاقده مع لي تشون سو في 2009 في تجربة مخيبة انتهت سريعاً، وأعاد الكرّه الموسم المنصرم بتعاقده مع كيم بيونع الذي أتى في فترة الانتقالات الثانية ولم يشارك سوى في 3 لقاءات كأساسي ولم يجدد عقده مع العالمي. الاتفاق ليس بأفضل حال مع النصر، فقد امتلك ربما الصفقة الأسوأ في الدوري السعودي منذ سنوات بضمه للكوري لي يونغ هو الذي شارك في مبارتين فقط مع فارس الدهناء وطرد بالبطاقة الحمراء في الثانية ليكون مجموع دقائق لعبه لا تتجاوز ال 18 دقيقة فقط ! . الشباب هو الآخر لم يفوق في تجربته في موسم 09-10 بضمه للكوري الجنوبي سونغ جونغ الذي ظهر بمستوى متواضع للغاية وشارك في 7 لقاءات مع الفريق الليث قبل أن يتم الغاء عقده والبحث عن بديل متمكن ليخلفه في خط الوسط. الهلال من جهته تجربته مع الكوريين تأرجحت ما بين نجح وفشل إلا أنها في المجمل لم تكن تجربة ثرية، البداية كانت بضم مهاجم نادي فولهام الإنجليزي سيول، الذي فشل بشكل كبير في إظهار إمكاناته المعروفة عنه مع ناديه ومنتخب بلاده، ثم تبعها أفضل تجارب اللاعبين الكوريين بالمدافع لو يونغ الذي استمر لموسمين ناجحين مع الهلال وترك أثراً جميلاً في مخيلة الهلاليين. نستخلص من أبرز الأرقام والشواهد السابقة بأن على الأندية السعودية الابتعاد عن المغامرة بالتعاقد مع لاعبين من شرق القارة سواء من كوريا أو حتى من أستراليا التي لا تقل فشلاً عن سابقتها، والتركيز على انتداب محترف آسيوي عربي يكون أقدر على تقديم الإضافة للأندية وتجنبهم الخسائر المادية العالية التي تخسرها الأندية دون الحصول على عائد فني حقيقي. نقلاً عن موقع يورو سبورت