أدت مشاركة عدد من لاعبي القارة الآسيوية في دوري أبطال أوربا، وهي المسابقة الكروية الأكبر على مستوى الأندية في العالم إلى تسليط الضوء من جديد على حقيقة احترافية اللاعب السعودي الذي لم يستطع وفي غضون عقدين من تطبيق نظام الاحتراف من تسجيل أية تجربة احترافية ناهضة تذكر. وكشف الدور نصف النهائي لدوري الأبطال "الشامبينز ليغ" والذي تسلطت عليه أنظار العالم من أقصاه إلى أقصاه عن مشاركة ثلاثة من لاعبي كوريا الجنوبية واليابان حيث مثل نادي مانشستر يونايتد الانجليزي في مباراته مع شالكة الألماني النجم الشهير بارك جي سونغ، فيما مثل النادي الألماني اللاعب الياباني أتسوتو يوشيدا، وقبل ذلك كانت المسابقة الأهم عالمياً قد أزاحت الستار عن مشاركة لاعبين آخرين هما الياباني يوتو ناغاموتو الذي مثل نادي انتر ميلان الإيطالي، والكوري الجنوبي سوك هيون جون الذي ارتدى قميص أياكس الهولندي. وإذ تكشف مشاركة اللاعبين الكوريين واليابانيين الأربعة في دوري أبطال أوربا، وفي أندية تعد من صفوة الأندية في القارة العجوز، فهي تكشف في المقابل عن الواقع الذي يعيشه اللاعب السعودي الذي لم يبرح الدوري المحلي؛ رغم أن ثمة لاعبين يصنفون على الأقل في إطاره على أنهم من فئة "النجوم"، بيد أن ذلك ما يناقض الواقع إذا ما قيس هؤلاء اللاعبون بذات المعيار الذي يقاس عليه المحترفون الحقيقيون على الأقل في القارة الآسيوية، وليس في أوربا حيث الفارق كبير جداً. ولا تعري هذه الحقيقة اللاعبين السعوديين وحسب، وإنما تعري واقع الاحتراف في الكرة السعودية إن على مستوى الأندية أو على مستوى منظومة كرة القدم برمتها التي لازالت غير قادرة على إحداث أي نقلة احترافية على غير صعيد، ومنها على الأقل تصدير لاعبيها "النجوم" إلى أوربا. ليس بالضرورة إلى أندية الصفوة هناك بل إلى أي ناد أوربي مهما كان تصنيفه، حيث لا يسجل أي ناد سعودي حالياً في كشوفاته بيع أو إعارة أي لاعب من لاعبيه إلى واحد من الأندية الأوربية. وطوال تاريخ الكرة السعودية لم يسجل اللاعبون السعوديون أي تجارب احترافية ناهضة في الأندية الأوربية، إذ اقتصرت تلك التجارب على ثلاث تجارب كانت عابرة بدأها فهد الغشيان مع نادي الكمار الهولندي في العام 1998، ثم لحقه سامي الجابر بعد عامين حينما خاض تجربة مع نادي ولفرهامبتون في دوري الدرجة الثانية الانجليزي، وانتظرت الكرة السعودية طويلاً حتى خاض حسين عبدالغني قبل ثلاثة أعوام تجربة سريعة مع نادي نيوشاتل السويسري. ولم يقتصر تواجد اللاعبين الكوريين الجنوبيين واليابانيين على التواجد مع الأندية الأربعة في دوري أبطال أوربا، بل شارك عدد آخر منهم في الدوري الأوربي ثاني المسابقات الكبرى التي تخوضها الأندية الأوربية، حيث مثل الياباني كيسوكي هوندا نادي سسكا موسكو، في حين مثل مواطنه شينجي كاغاوا نادي بروسيا دورتموند الألماني، أما مواطنهما الثالث شينجي أوكازاكي فقد مثل نادي شتوتغارت الألماني. وبالإضافة إلى أولئك اللاعبين فإن هناك لاعبين آخرين من اليابان وكوريا الجنوبية ينتشرون في أوربا، ويبرز من اليابانيين تاكايوكي موريموتو المحترف في كاتانيا الإيطالي، و تومواكي ماكينو المحترف في كولن الألماني، وماكوتو هاسيبي المحترف في فولفسبورغ الألماني، و مايا يوشيدا المحترف في فينلو الهولندي، و دايسوكي ماتسوي المحترف في تومساك الروسي، وسيتشيرو ماكي المحترف في أمكار الروسي، اما اللاعبون الكوريون الجنوبيون فيبرز منهم كوو جا تشيول المحترف في فولفسبورغ الألماني، و لي تشونغ يونغ المحترف في بولتون الانجليزي، و بارك تشو يونغ المحترف في موناكو الفرنسي، وتشا دو ري ، و كي سيونغ يوينغ المحترفان في سلتيك الاسكتلندي، وون هيونغ مين المحترف في هامبورغ الألماني. ولا يقتصر تواجد اللاعبين الآسيويين في الأندية الأوربية على الكوريين الجنوبيين واليابانيين إذ يتواجد لاعبو كثر ومن جنسيات مختلفة، فمن إيران يحترف اللاعبان جواد نيكونام ومسعود شجاعي في أساسونا الاسباني، ومن أوزبكستان يحترف اللاعبون عادل احمدوف، وفاغيز غاليولين، ومارات بيكمايف في الدوري الروسي مع أندية آنجي، و سيير، سبارتك تالشيك، فيما يحترف اللاعب عزيز ابراغيموف في بوهيميانز 1905 التشيكي. اما من كوريا الشمالية فيحترف اللاعب جونغ تاي سي في بوخوم الألماني "درجة ثانية". ولا تعتبر التجربة الآسيوية وخصوصاً في شرق القارة طارئة على الاحتراف الأوربي أو عابرة؛ إذ بدأت الخطوات الكورية الجنوبية الأولى مع اللاعب الكوري تشا بوم كون الذي بدأ تجربته الاحترافية في ألمانيا في الفترة من عام 1979م حتى عام 1989م ولعب هناك لأندية لإينتراخت فرانكفورت، وباير ليفركوزون، وسجل في الدوري الألماني 98 هدفا كرقم قياسي في وقتها للاعب أجنبي ليتبعه العشرات من اللاعبين الذين انتشروا بعد ذلك في الأندية الأوربية. في حين أطلت اليابان على الاحتراف الاوربي أول مرة في العام 1994 عبر المهاجم كازيوشي ميورا حينما احترف مع نادي جنوى الإيطالي، ليفتح باب الاحتراف على مصراعيه بعد ذلك لتجارب أخرى كان من أهمها تجربة اللاعب هيدوتشي ناكاتا الذي دشن تجربته مع بيروجيا الإيطالي عام 1998م، قبل أن يتحول إلى نادي روما العريق حيث ساهم معه في تحقيق لقب الدوري الإيطالي، قبل أن ينتقل إلى بارما حيث بقي معه ثلاثة مواسم قبل أن ينتقل إلى فيورنتينا، ليختم حياته الكروية في نادي بولتون الإنجليزي أما في غرب القارة فتعتبر التجربة الإيرانية هي الأكثر ثراء إذ احترف لاعبون بارزون كعلي دائي الذي بدأ احترافه في أوربا مع أرمينيا بيليفيلد الألماني، ومنه إلى بايرن ميونيخ حيث وصل معه إلى نهائي دوري الأبطال، قبل ان ينهي محطته هناك مع هيرتا برلين، ليتعبه لاعبون آخرون إلى أوربا كوحيد هاشميان وعلي كريمي، ومهدي مهداوي فيكيا، أما خليجياً فليس ثمة تجربة تستحق التوقف إلا تجربة الحارس العماني علي الحبسي الذي بدأ تجاربه الاحترافية في نادي لين النرويجي قبل أن يحط رحاله في الدوري الانجليزي مع نادي بولتون ومنه إلى ويغان أتلتيك حيث يلعب الآن.