عاش زوار مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة في دورته ال " 27" واقع المزرعة التقليدية بكل تفاصيلها الدقيقة التي كانت عليه قبل أكثر من خمسين عاماً مضت , حيث ضمّت النخيل وحقول القمح وجداول الماء التي كانت مزدهرة سابقا. وعمل المنظمون للمزرعة على تهيئتها بجميع الوسائل المستخدمة لنمط المزرعة القديمة حيث احتوت إلى جانب الأشجار والنخيل , على المجاري المائية , و أحواش الحيوانات, والدكاكين الصغيرة للمزارعين لبيع منتجات المزرعة من قمح وغيره ودكاكين لصناعة الكر , والرحى والسجيّن الذي يصنع من جذوع النخل مقتنيات المزرعة , بالإضافة إلى الارتواز اليدوي. وأبرزت المزرعة التقليدية التي حظيت بإقبال كبير من زوار المهرجان طريقة الري القديمة للمزارع بدءاً من استخراج الماء من البئر عن طريق السواني ثم يبدأ صوت خرير الماء بالجريان نحو النخيل لري النخيل وأشجار الحمضيات والليمون وحقول القمح. وقال المسؤول والمشرف العام على المزرعة التقليدية صالح بن إبراهيم السعيد "إن المزرعة التقليدية هي مزرعة كاملة متكاملة وتهدف إلى تعريف الزوار كيف كانت عليه الزراعة التقليدية القديمة آنذاك حيث يقوم الحرفيين المتواجدين بتطبيق عملي بطريقة الري القديمة السواني , ثم تأتي في وقت لاحق بعد جني المحصول عملية "الدياسة" حيث يقوم مجموعة من الحمير أو الأبقار بعد ربطهم بطريقة معينة في مكان معين في المزرعة يوضع به المحصول ويقومون بالمرور عليه لهرسه وفصل الحب عن السيقان والسنابل فيما يتم تنظيفه وجمعه بعد ذلك , حتى يصل إلى العيّاش الذي يقوم بدوره في بيعه وتسويقه". ويصنع الحرفي النجار - من جهته – على هامش فعاليات المزرعة التقليدية جميع أدوات النجارة الخاصة بالمزارع مثل "الدرّاج" و"المقشعه" و"المدمثه" وهي أشبه بالمسحاة إلا أنها تكون مصنوعة كاملةً من الخشب وتستخدم لتسوية الأرض للزراعة. // يتبع //