تحدثت الصحف الباكستانية اليوم عن تحذير باكستان من تداعيات الغارة الأطلسية على جنودها حيث أوضح رئيس الوزراء الباكستاني أن علاقات بلاده مع الولاياتالمتحدة لا يمكن أن تسير كما كانت عليه في الماضي ويجب على أمريكا اتخاذ خطوات جادة وفعلية لبناء الثقة والاحترام المتبادل، بينما رفض الجيش الباكستاني اعتذار حلف الأطلسي على الغارة موضحاً أن الاعتذار لا يكفي وأن تكرار انتهاك الخطوط الحمراء لباكستان ستكون له نتائج خطيرة. وتطرقت إلى الحملة الدبلوماسية التي تشنها الحكومة الباكستانية على المستوى الدولي لإطلاع الدول الرئيسية على موقفها بشأن مراجعة العلاقات مع الولاياتالمتحدة وحلف الناتو بعد الغارة التي أسفرت عن مقتل أربعة وعشرين جندياً باكستانياً حيث أعربت الصين عن صدمتها إزاء الغارة وتضامنها مع باكستان، بينما دعت روسيا إلى ضرورة احترام سيادة الدول في الحرب على الإرهاب مشيرة إلى أن حلف الأطلسي ليس لديه أيه مبرر للغارة، فيما دانت منظمة المؤتمر الإسلامي الغارة بشدة. ونقلت الصحف الباكستانية عن الإعلام الأمريكي أجواء القلق المخيمة على المسؤولين الأمريكيين في ظل توتر العلاقات مع باكستان وقطع الأخيرة خطوط إمدادات قوات الناتو عبر أراضيها ومطالبة واشنطن بإخلاء قاعدة شمسي في بلوشستان ما سيكون له أثر سلبي على سير العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان. وأشارت إلى الزيارة المفاجئة التي قام بها وزيرة خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة أمس إلى باكستان، حيث أوضحت الصحف الباكستانية أنه سعى خلال لقاءه بالرئيس الباكستاني إلى إقناع باكستان بعدم إخلاء قاعدة شمسي من الأمريكيين، بينما أوضح الرئيس الباكستاني أن حكومته حسمت أمرها في هذا الشأن ولا تستطيع التراجع عن قرارها نظراً لموجة الغضب التي عمت الشعب الباكستاني. وتابعت كذلك أنباء المظاهرات التي شهدتها المدن الباكستانية أمس لليوم الثالث على التوالي ضد الغارة الأطلسية والإضراب العام الذي نظمته نقابات المحامين وإعلان الاتحاد العام لناقلات النفط في باكستان بقطع التعاون مع القوات الدولية في أفغانستان تماشياً مع قرار الحكومة الباكستانية بوقف إمدادات الناتو عبر الأراضي الباكستانية. وعلى الصعيد الأمني الداخلي تطرقت إلى الإجراءات التي اتخذتها السلطات الأمنية في المدن الباكستانية للحد من وقوع أي أعمال عنف طائفي خلال شهر محرم، بينما أشارت بعض الصحف إلى وقوف أيادي خطيرة وراء إشعال الفتن الطائفية في مدينة كراتشي خلال شهر محرم. وتابعت كذلك تطورات الوضع السياسي في البلاد وسط تزايد ضغوط المعارضة على الحكومة بشأن المذكرة السرية المثيرة للجدل والتي كشفت عن تورط السفير الباكستاني السابق بواشنطن في إرسالها إلى المسئولين الأمريكيين للضغط على الجيش الباكستاني، حيث أعلن رئيس الوزراء الباكستاني أمس عن إحالة القضية إلى اللجنة البرلمانية المعنية بالسلامة الوطنية لإجراء تحقيق شامل في القضية. // انتهى //