تناولت الصحف الجزائرية الصادرة اليوم العديد من القضايا الدولية التي لا تزال محل جدل إعلامي وسياسي في مختلف الأوساط ، وواصلت اهتمامها بما أصبح يسمى ببؤر التوتر العربية ومنها ليبيا واليمن وسوريا التي تشهد غليانا أمنيا غير مسبوق بسبب المواجهات اليومية بين المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام وعناصر الأمن التي لم تعد تتردد في استعمال الرصاص الحي كما حدث أمس في حماة وحمص وإدلب على الحدود مع تركيا . وبهذا الشأن تساءلت أكثر من صحيفة جزائرية عن خلفيات الصمت الدولي إزاء المداهمات اليومية والاعتقالات الواسعة التي لم تستثن النساء والشيوخ و صغار السن ، وأما الاغتيالات والقتل العشوائي فقد أصبحت سلوكا يوميا تنتهجه " الشبيحة " والقناصة و قوى الجيش وعناصر المخابرات التي قتلت في شهر رمضان وحده 551 متظاهرا على أقل تقدير استنادا لمصادر حقوقية وصفتها الصحف بالمطلعة وبالموثوقة . وعن جديد الساحة الليبية تطرقت صحف هذا الثلاثاء للتحديات المستقبلية التي ستواجه الثوار ومنها المدن التي لا تزال تحت سيطرة كتائب القذافي والتي تعتبر آخر معاقل النظام المنهار ، و بهذا الخصوص قالت ذات الصحف بأن مفاوضات تجري حاليا بين ممثلين عن الثوار وأعيان ورؤساء قبائل مدن ، سرت وسبها و الجفرة وبني وليد بغرض تسليم هذه المدن دون إراقة الدماء. وعلى صعيد آخر، واصلت الصحف اهتمامها بتداعيات الوضع في مصر على خلفية استئناف الجلسة الثالثة لمحاكمة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك و ابنيه جمال وعلاء رفقة وزير الداخلية السابق، الحبيب العدلي بتهمة الفساد ومقتل المتظاهرين . وقد تميزت الجلسة حسب ما ورد في ذات الصحف بتراشق لفظي عنيف واشتباكات داخل وخارج قاعة المحاكمة بين أنصار وخصوم الرئيس محمد حسني مبارك ، الأمر الذي يوحي حسب التحاليل الصحفية برغبة القائمين على القضاء المصري في تأجيل هذه المحاكمة التي وصفها المتتبعون بالتاريخية ووصفها آخرون بالمهزلة. ولم تغفل صحف اليوم معالجة خلفيات ما يجري في اليمن حيث تتحدث المعارضة على ضرورة الحسم الثوري وهذا يعني حسب الصحف الجزائرية دخول البلاد في حرب أهلية قد لا يتوقف نزيفها إلا بعد سنوات طويلة . وفي الشأن العربي دائما عرجت الصحف على جديد الأحداث في تونس وفي موريتانيا وفي المملكة المغربية وفي العراق وفي السودان، حيث أكد الرئيس عمر حسن البشير بأنه لن يسمح لأي جهة بإثارة الفتنة في بلاده مضيفا بأن ما يجري جنوب كردفان والنيل الأزرق مؤامرة تم التخطيط لها بدقة. وفي سياق آخر تداولت الصحف فحوى التقرير الأمني حول الوضع في الصومال والذي حذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة في هذا البلد العربي الإفريقي وأعربت عن قلقها بشأن الأرقام التي وردت في التقرير والتي كشفت عن حوالي 4 مليون جائع وهو ما يعادل نصف التعداد السكاني للصومال فضلا عن 750 ألف شخص يواجهون خطر الموت في القريب العاجل . وعن جديد الساحة الدولية تابعت الصحف فصول محاكمة الرئيس الفرنسي السابق ، جاك شيراك ، بتهمة ما أصبح يسمى في فرنسا بقضية المناصب الوهمية التي تورط فيها شيراك عندما كان رئيسا لبلدية باريس. // انتهى //