أقام نادي القصيم الأدبي أمس محاضرة بعنوان " الشعر الجاهلي وجمالية تلقي النص الأدبي " ألقاها أستاذ الأدب والنقد في قسم الأدب بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض الدكتور صالح رمضان. وبيّن الدكتور رمضان في بداية المحاضرة أنه يمكن في الوقت الحاضر للمؤرخ الأدبي أن يعيد قراءة ما كتبه المتحدثون عن الشعر القديم من زوايا متنوعة أهمها البنيوية الضيقة والأسلوبية والبنية الشفوية. واختار زاوية جمالية التلقي بالعودة إلى التراث القديم لكي يقوم بدراسة هذه الظاهرة ورفع اللبس عنها من خلال بعض المفاهيم التي أطلق على أولها أنه فلسفي وهو مفهوم الجمالية وعُرف بالأخطاء التي يقع فيها المترجمون حول هذا المفهوم، مشيراً إلى أن غالب هلسا ارتكب خطأ علمياً فادحاً عندما ترجم كتاب غاستون باشلار " شعرية المكان " إلى " جمالية المكان " ، كما شرح المحاضر الفروقات التي يراها بين الغرض والموضوع والمعنى ، ذاكراً أن كثيراً من الدراسات خلطت بين هذه المفاهيم. ثم سعى إلى تحليل آليات اشتغال الغرض من خلال التعريف بالنقد الإغراضي وتمييزه من النقد الغرضي ، متحدثاً عن إعادة النظر في تلقي القدامى القصيد وتأثيرها على ابن قتيبة ونظرية المقاصد والبنية النفسية في القصيدة ، كما انتقد آراء بعض المحدثين كنقد الدكتور صالح زياد في مقدمة ابن قتيبة ورأي الدكتور مصطفى ناصف في المعنى وفي صلته بالموضوع. ثم انتقل الدكتور رمضان إلى الغرض ونظرية الأدب وذلك في الفرق بين الجميل والنافع وجنوح الغرض في القصيدة لخدمة النافع دون الجميل ونجاح الشعرية في فهم بناء الغرض في القصيد وذلك من خلال خطابية القصيد والمقدمات والخواتم الحكمية في القصائد. وختم أستاذ الأدب والنقد محاضرته بالتأكيد على أن جنس القصيد يبنى على الغرض بما هو قوة لاقولية ، مؤكدا أن تلقي القدامى القصيد يتجه إلى جمالية الغرض ، كما أن للقصيد قيمة تداولية عالية تظهر في نظام الأغراض والغرض قوة ناظمة للمعاني. كما بيّن أن الوحدة العضوية مفهوم عقيم غير صالح للتطبيق على النص العربي. // انتهى //