يعقد وزراء خارجية دول التكتل الأوروبي السبع والعشرين سلسلة من الاجتماعات يومي الاثنين والثلاثاء في لكسمبورغ بهدف التحضير للقمة الاوروبية التي ستعقد على مستوى رؤساء الدول والحكومات نهاية الأسبوع الجاري في بروكسل. وتسعى الرئاسة الدورية الاوروبية التي تتولاها السويد إلى تذليل آخر العقبات التي تواجه القمة وخاصة على صعيد تحديد إستراتيجية مشتركة بشان المستقبل المؤسساتي الأوروبي أولا وبلورة نهج موحد للتعامل مع الشؤون الاقتصادية والنقدية الاوروبية التي باتت تثقل كاهل حكومات الاتحاد . وقال مصدر أوروبي في بروكسل ان القمة تواجه معضلات متشعبة تتعلق أولا باقتسام مواقع النفوذ والمناصب الاوروبية الحيوية في حالة مصادقة جمهورية التشيك نهائيا على اتفاقية لشبونة للوحدة الاوروبية وما يستوجبه هذا التطور من صفقات محددة بين الدول الأعضاء لتعيين ممثلين عنها في المناصب الفاعلة الاوروبية. كما ينبغي على الدول الاوروبية ان تحدد مواقفها اقتصاديا من مسألة هامة أخرى تتمثل في التوفيق بين جهود كبح العجز في الموازنات العامة للدول الأعضاء من جهة والحرص على الإبقاء على حفز النمو الاقتصادي وتجنب التقليص وما يحمله ذلك من عواقب على الصعيد الاجتماعي من جهة أخرى. وتبدو الدول الاوروبية متباينة المواقف وبشكل حاد قبل القمة حيث أعلنت الحكومة الألمانية الجديدة عن تقليص جوهري في جباية الضرائب مما يهدد بتفاقم العجز العام في حين تشكو عدة دول من التسيب في هذا الجانب وتدعو الى ضرورة التركيز على احتواء العجز بدل السعي الى حفز النمو بأي ثمن. كما يواجه الأوروبيون خلافات بشأن التعامل مع ملفات مطروحة أمام القمة أهمها إشكالية إدارة الهجرة بعد ان تقدمت فرنسا وايطاليا بمقترحات سيتم عرضها أمام القادة الأوروبيين حول تشديد إجراءات مراقبة دخول الأجانب للاتحاد الأوروبي وتقاسم أعباء الهجرة بما فيها غير الشرعية. كما يمثل الارتفاع المفرط لسعر صر اليورو مقابل الدولار الأمريكي مسأة تكتل جوهرية أخرى تواجه الدول الاوروبية حيث يهدد الدولار الضعيف القوة التصديرية. // يتبع //