يتصاعد الجدل داخل المؤسسات الاتحادية الأوروبية في بروكسل وبين الحكومات الأوروبية بشأن تحديد موقف أوروبي جماعي قبل قمة مجموعة ال 20 المقررة يومي 24 و25 سبتمبر في بيتسربرغ في الولاياتالمتحدة. ولا تشارك سوى بعض من دول الاتحاد الأوروبي في أعمال تلك القمة وهي بريطانيا،ألمانيا، فرنسا، وإيطاليا إلى جانب المفوضية الأوروبية والرئاسة الدورية للتكتل التي تتولاها السويد. وفيما تردد الدول الأوروبية الأربع المدعوة رسميا لأعمال القمة وهي نفس الدول الأعضاء في مجموعة الثماني الصناعية أن مواقفها تعكس وجهة نظر الاتحاد الأوروبي فإن عدة دول داخل التكتل ترى عكس ذلك وتطالب بنقل وجهة نظرها هي الأخرى داخل لقاء مجموعة ال 20. وانتقد عدد من الدول الصغيرة داخل الاتحاد الأوروبي ومنها النمسا، لكسمبورغ، وبلجيكا مواقف الدول الأوروبية التي شاركت في قمة مجموعة ال 20 الأخيرة التي جرت أعمالها في لندن واعتبرت أنها لم تدافع عن المصالح الجماعية للاتحاد الأوروبي وخصوصا بشأن إشكالية التعامل مع السرية المصرفية المثيرة للجدل. والتزمت المفوضية الأوروبية في بروكسل عقب قمة لندن في أبريل الماضي بتدارك هذا الموقف مستقبلا. وقالت الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الأوروبي التي تتولاها السويد إنها تفكر في الدعوة إلى قمة استثنائية لدول التكتل ال27 منتصف شهر سبتمبر لتحديد موقف أوروبي جماعي قبل قمة بيترسبرغ. ولكن هذا التحرك لم يتأكد حتى الآن رغم أن بعض المصادر حدت تاريخ 17 سبتمبر لعقد القمة الأوروبية الاستثنائية على مستوى رؤساء الدول والحكومات. وتقول فرنسا التي التقى رئيسها نيكولا ساركوزي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركيل أمس، إن قمة بيترسبرغ المقبلة يجب أن تضع اتفاقا ملزما بشأن المكافآت التي يتلقاها مديرو المصرف والمؤسسات النقدية كجزء من إدارة الأزمة النقدية والمصرفية العالمية.. كما ستجتمع المستشارة الألمانية مع رئيس وزراء بريطانيا غوردون براون يوم السادس من شهر سبتمبر. ولم تعلن أي دولة أوروبية عن تأييدها لهذا التوجه الفرنسي والذي يثير تحفظات مفتوحة من قبل رجال المال والأعمال الأوروبيين وخصوصا في بريطانيا، والذين يعبرون التركيز على أجور مسؤولي المؤسسات النقدية من قبل فرنسا أمرا يعود لأسباب سياسية ولاصلة له بالأزمة الاقتصادية الحالية. ويعقد وزراء الخزانة والمال لدول مجموعة اليورو اجتماعا يوم غد الأربعاء في بروكسل يسبق اجتماعا عاما لوزراء الخزانة الأوروبيين من المقرر أن يبحث فرص الإعداد للقمة الأوروبية الاستثنائية المقترحة. كما يجتمع محافظو المصارف المركزية الأوروبية في العاصمة البريطانية لندن مع وزراء الخزانة الأوروبيين يومي الجمعة والسبت المقبلين في تحرك يهدف إلى إضفاء مزيد من التوافق في السياسات النقدية بين دول الاتحاد وقبل قمة مجموعة ال 20.